فاز السيد إبراهيم رئيسي في الإنتخابات الرئاسية في إيران، كان لهذا فوز صدى سياسي كبير على صعيد الشرق الأوسط والعالم، وخصوصات في أروقة البيت الأبيض وأوروبا، حيث لا زالت المفاوضات بشأن الاتفاق النووي غامضة النتائج، فمن هو السيد الرئيسي؟، ولماذا أثار نجاحه مخاوف إسرائيل والدول الحليفة لها؟.
هو رجل الدين القادم من مدينة مشهد الإيرانية، والحاصل على شهادة الدكتوراه في الفقه والحقوق، والذي شغل عدة مناصب مهمة ليصبح رئيسا للسلطة القضائية في 2019، وبلا شك أن فوزه في الانتخابات الرئاسية، أثار مخاوف كل من يعادي محور المقاومة في المنطقة والعالم، كونه يحمل فكراً سياسياً وإنسانياً ضد الظلم لكل الشعوب المستضعفة، وخاصة في فلسطين وسوريا واليمن، هذه الدول التي لازالت تعاني من إجرام الكيان الصهيوني.
الخطط التي كشف عنها السيد رئيسي كانت صادمة لمروجي الإشاعات المعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث وعد بتحسين الوضع المعيشي للشعب الإيراني وبناء نظام إداري سليم بعيدا عن الفساد، وأن الحكومة المقبلة لن تكون متعلقة بتيار خاص في البلاد، كما أنه دعم مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا لكن بشرط تحقيق المطالب الإيرانية، وأن هذه المفاوضات لا يمكن أن يعول عليها في تحسين الاقتصاد الإيراني، لتكون العجلة الإنتاجية هي الأهم في مواجهة أي تحدي اقتصادي مقبل.
كما أشار إلى أن أوروبا لم تف بتعهداتها بعد أن خضعت للضغوط الأمريكية، وهذا ما رفضه في أية مفاوضات مقبلة، الرجل القانوني والمدافع عن حقوق الإنسان أكد بأن الأولوية في سياسة إيران الخارجية هي رفع العقوبات عن الشعب الإيراني.
في ملف المفاوضات كان للسيد رئيسي جواباً حاسماً حول البرنامج الصاروخي والقضايا الاقليمية، فهي قضايا غير قابلة للتفاوض، وأنه غير مستعد للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن حتى بعد الاتفاق النووي، وهذه رسالة قوية إلى الإدارة الأمريكية وتحذير شديد اللهجة إلى كل من يقف ضد محور المقاومة.
وأما ما يخص العلاقة السياسية بدول الجوار والدول العربية، فقط أكد الرئيس الإيراني الجديد أن إيران مستعدة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، إلا أنه لم ينس معاناة الشعب اليمني الشقيق، فقط أكد على إنهاء الأزمة اليمنية والتي لا زالت تعد من أهم أزمات المنطقة العربية، لقد صنع الشعب الإيراني ملحمة جديدة عبر مشاركته في الانتخابات، وأكد للعالم أن إيران بلد الديمقراطية والحريات، وتنظر إلى علاقات طيبة وراسخة مع كل شعوب العالم، وترفض كل سياسة استكبارية تنتهك حقوق الإنسان وتغتصب أراضيهم.
إن مخاوف الكيان الصهيوني ليست مستغربة في ظل إجرامه واستمرار عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية، ففوز السيد رئيسي هو إكمال ودعم محور المقاومة ودعم القوى المواجهة للاحتلال في الشرق الأوسط، فالمسير المقاوم للثورة الإيرانية بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي، هو خط لا يمكن تجزئته حتى تتحرر فلسطين والقدس المحتلة، وإنهاء الإرهاب والإجرام الصهيوني في كل بقعة عربية وإسلامية.