ليلة دامية ومؤلمة على أطفال فلسطين، هذه الليلة هي الأعنف منذ بداية العدوان البربري على غزة، عشرات الطائرات ومئات القذائف تواجه أطفال فلسطين، إلى أين وصل العالم في ظلمه وقسوته؟، إلى أين وصلنا نحن العرب في صمتنا وخوفنا وقلة نخوتنا؟، إلى متى هذا الجبن وهذا الخزي واللامسؤولية أمام ما نراه من جرائم بحق أهلنا في غزة؟.
غير مستغرب ما نراه اليوم من صمت الحكومات العربية، فأيام من المجازر لم تتحرك أي حكومة لتدافع أو تساند هؤلاء الأبرياء، لم نرَ تصريحا يثلج قلوبنا سوى بعض الخطابات التي لا تثمن ولا تغني من جوع، لم نشاهد أي قوة عربية ترمي رصاصة على محتل متجبر مجرم حاقد على المسلمين والعرب، لقد تعبنا من الكلام العاجز عن إنقاذ طفل من رصاص الصهيونية، مللنا من الاستنكارات الخطابية العاجزة عن إيصال علاج أو طعام إلى شعب عربي ومسلم ذنبه الوحيد أنه يعشق أرضه وتاريخه ومقدساته.
قلوبنا معكم يا أهل غزة أوجاعكم هي أوجاعنا رغم خذلانكم من قبل من سموا أنفسهم ولاة على وطنكم ليحموه ويصونوا كرامته، لأن العروبة هي أن نقف ونحمي بعضنا بعضا، لا أن نتفرج على شاشات التلفاز ونزرف الدموع فقط، لا أن نطبع مع عدو قتل أبنائنا ودمر أرضنا وشرد أهلنا ونقيم معه العلاقات السياسية والاقتصادية.
لا يمكن تحمل هذا الصمت المتواصل، لا يمكن رؤية غزة تحترق ونكتفي بالشجب والاستنكار، لا يمكن أن نرى مقدساتنا تنتهك من محتل حاقد دون اكتراث من حكوماتنا المطبعة والمنبطحة أمام جبروته وتجبره، فلسطين تذبح يا عرب فلسطين تتألم يا إخوتنا فلسطين تناديكم يا أهل النخوة والتاريخ، فهل من مجيب؟.