تظاهرت عشرات عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، طوال ليل أمس الجمعة، في قيسارية، أمام منزل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مطالبةً بإعادة الأسرى، وإنجاز صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، مؤكدةً أنّها الطريقة الوحيدة التي ستتيح إخراج الأسرى من القطاع.
ومساء اليوم السبت، ستقام تظاهرة أخرى في ساحة متحف “تل أبيب”، تدعو إلى صفقة لإعادة جميع الأسرى الـ136، الموجودين لدى المقاومة في غزة، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى ما أورده البيان الصادر عن هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بشأن التظاهرة، ومفاده أنّ “أي تأخير في المفاوضات يحوّل الأسير الإسرائيلي إلى تابوت”.
ومن بين المتظاهرين أمس، قال غلعاد كورنغولد، والد أحد الأسرى، إنّ العائلات تطالب بإخراج كل الأسرى “فوراً” من القطاع، “لأنّ حياتهم في خطر”، مشيراً إلى “اعتراف الجيش الإسرائيلي بتدمير المباني، وعدم معرفة مكان الأسرى دائماً”، بحسب ما نقلت عنه “هآرتس”.
وفي إشارة إلى السعي للتصعيد في وجه الحكومة الإسرائيلية من أجل إعادة الأسرى، هدّد كورنغولد بـ”عدم إعطاء ثانية واحدة من الراحة لأي شخص”، مطالباً بـ”الدخول في مفاوضات على الفور”.
أما إيلي شتيوي، وهو والد أسير إسرائيلي في غزة أيضاً، فأعلن عزمه “نصب خيمة” أمام منزل نتنياهو، متوعداً، في حديث إلى الصحيفة، بـ”البقاء هنا حتى يأتي رئيس الحكومة ويتحدّث إلينا”.
وتعبيراً عن الامتعاض من سلوك نتنياهو فيما يخص قضية الأسرى لدى المقاومة، وهو شعور آخذ بالتصاعد بين المستوطنين، قال شتيوي: “إنّ نتنياهو هنا لتناول العشاء مع الأولاد.. ابني في حفرة منذ 104 أيام”.
وأكد شتيوي، خلال حديثه لـ”هآرتس”، مطلب المتظاهرين بإعادة الأسرى “الآن”، معتبراً إلى أنّه “لا يهم ما هو الثمن. (الأسرى) أولاً وقبل كل شيء، ثم ما تريدون”.
أما أوفير واينبرغ، وهي قريبة أحد القتلى الإسرائيليين في غزة، فأكدت أنّ تحقيق صفقة إضافية يتم بموجبها إعادة الأسرى “مهمة ملحّة وواضحة”.
في موقف آخر مؤيد لإنجاز صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية، أعربت ميراف سفيرسكي، شقيقة قتيل إسرائيلي، عن اعتقادها بـ”أنّ هذا يمكن القيام به، وما كان ينبغي القيام به”، إذا كان الهدف هو إعادة الأسرى، مؤكدةً أنّ عدم إتمام الصفقة يعني أنّ المسؤولين الإسرائيليين “يكذبون علينا ويضحون بهم (الأسرى) ويتخلّون عنهم”.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت سفيرسكي لـ”هآرتس” أنّ القتال في غزة يعرّض حياة الأسرى للخطر، لافتةً إلى ما يردّده نتنياهو ووزير الأمن، يوآف غالانت، بشأن نيتهما الاستمرار في الحرب.
بدوره، خاطب أودي غورين، وهو قريب إسرائيلي قُتل في الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول، يوم “طوفان الأقصى”، رئيسَ حكومته قائلاً: “عليك اتخاذ أصعب قرار اتخذته على الإطلاق، وإعادتهم (الأسرى)”.
وتأتي المواقف التي أدلى بها أقارب أسرى إسرائيليين في قطاع غزة في وقت تتصاعد الانتقادات تجاه رئيس حكومة الاحتلال بسبب فشله في إعادة الأسرى لدى المقاومة، وهو أحد الأهداف الإسرائيلية المعلنة من الحرب على غزة، منذ أكثر من 100 يوم.
في هذا الإطار، شدّد ضابط الاحتياط الإسرائيلي السابق، إسحق بريك، سابقاً، على أنّ إعادة كل الأسرى الإسرائيليين ممكنة “عبر الوصول إلى اتفاقٍ مع حماس”، وإن كان على حساب وقف الأعمال القتالية في غزّة، حتى لا تخرج “إسرائيل” خالية الوفاض من كل الأهداف التي حددتها.
وإلى جانب العائلات، يطالب الأسرى أنفسهم الحكومة الإسرائيلية بوقف القصف على القطاع، والعمل على إعادتهم، وهو ما يظهر في الفيديوهات التي تبثّها المقاومة الفلسطينية، حيث أدى العدوان المستمر إلى مقتل عدد من الأسرى الإسرائيليين بنيران “جيش” الاحتلال.