أعلنت شركة “روستك” الروسية، في بيان صحافي، أن معامل “أورال” للتصنيع العسكري، ستعلّق كل نشاطاتها التصنيعية الثانوية، وستفرّغ قدراتها لصناعة الدبابات حصراً.
وبحسب تقرير لموقع الجيش البلغاري، يمكن اعتبار قرار شركة “روستك”، وهي أكبر شركة أسلحة روسية مملوكة للدولة، وتقع تحت مظلة هذه الشركة الصناعة العسكرية للاتحاد الروسي، بمثابة “تغيير جذري لقواعد اللعبة”.
أسطول من عدة آلاف من الدبابات
في منطقة نيجني تاجيل، حيث القوة الإنتاجية الأساسية، يتمّ إنتاج عشرات الأنواع من المركبات القتالية، فضلاً عن عشرات الأنواع من المنتجات المدنية، مثل القطارات وعربات السكك الحديدية للركاب وعربات المترو، ولكن لن يتم إنتاجها بعد الآن في معامل “أورال”، وبالتالي سيتمّ تحويل 100% من الطاقة الإنتاجية للمؤسسة، نحو إنتاج الدبابات.
كما تمّ بالفعل نقل العديد من الشركات، لتطوير وإنتاج أسلحة المدفعية من إشراف “أورال”، إلى سيطرة شركة “تهمش”، وهي واحدة من الشركات الرئيسية المصنعة للذخيرة.
وبحسب التقرير، يمكن استخلاص عدة استنتاجات رئيسية من هذا الإجراء. وبسبب الحرب مع أوكرانيا، ارتفع الطلب على الدبابات في الجيش الروسي، كما أنّ روسيا، وعلى الرغم من الحرب، حافظت على قدراتها لتعزيز أسطولها البري وزيادة إنتاج الدبابات.
وقد تم التلميح إلى هذا التحول في التصنيع في وقت سابق، من قبل ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الذي قال إنّ “روسيا بدأت إنتاج 1600 دبابة T-90M”.
وقد علّقت العديد من الجهات العسكرية العالمية يومها، أنّه “ليحصل ذلك، على روسيا أن تسخّر طاقتها الإنتاجية العسكرية بالكامل لإنتاج الدبابات”، وهو ما حصل بالفعل اليوم.
معدل الإنتاج الحالي
اعتباراً من عام 2021، قدرت قدرة إنتاج الدبابات الشهرية للشركة بنحو 30 إلى 35 دبابة من أنواع مختلفة، وقد ظلّ معدل الإنتاج هذا مستقراً نسبياً خلال السنوات القليلة الماضية، مع تقلبات طفيفة اعتماداً على الطلب على الدبابات من الجيش الروسي والعملاء الآخرين.
وتنتج الشركة مجموعة واسعة من الدبابات، بما في ذلك “T-72″ و”T-80″ و”T-90” و”T-14 Armata”، وتمّ تصميم هذه الدبابات لأغراض مختلفة، ولها مواصفات وقدرات مختلفة.
فدبابة “T-72″، هي دبابة قتال رئيسية، تمّ إنتاجها لأوّل مرة في السبعينيات، وتمّ استخدامها في العديد من النزاعات حول العالم، وهي معروفة بموثوقيتها وسهولة صيانتها.
أما “T-80″، فهي دبابة أكثر تقدماً، وقد تمّ إنتاجها لأول مرة في الثمانينيات، ولديها محرك أكثر قوة من سابقتها، وتمتلك تحسينات على مستوى الدروع مقارنة مع “T-72”.
وتعدّ دبابة “T-90″، تطويراً إضافياً لدبابات “T-72” و”T-80″، إذ لديها درع محسّن ومحرك أكثر قوة، فضلاً عن أنظمة متقدمة للتحكم في الحرائق وميزات أخرى.
وإلى جانب هذه السلسلة، طوّر الروس دبابة “T-14 Armata”، وهي دبابة من الجيل الجديد، تمّ طرحها لأول مرة في عام 2015، وتتميز بعدد من الميزات المتقدمة، بما في ذلك برج بدون قائد، ونوع جديد من التدريع التفاعلي.
توزيع أدوار بين المصانع العسكرية
تستحوذ “تهمش” على إنتاج أنظمة المدفعية، ومن بين المنتجات الرئيسية مدافع الـ “هاوتزر”، “D-30A”، بالإضافة إلى مدافع دبابات “T-72″ و”T-90”.
كما استحوذت شركة “ألترنسماش” على إنتاج مدافع الـ “هاوتزر”، ذاتية الدفع “Msta-S”.
وسيقوم معهد “بيروفستنيك” المركزي للأبحاث، بتطوير وإنتاج قذائف الهاون وأنظمة المدفعية، بما في ذلك مدافع الهاون “2B11″ و”2C12 Sani” القابلة للنقل، فضلاً عن ذخيرة المدفعية البحرية، ومشاريع جديدة.
ويعدّ الإعلان الروسي عن الانتقال إلى تصنيع الدبابات بهذه الوتيرة، مظهراً لقدرة الجيش الروسي على تعديل خططه بما يتناسب مع الحاجات المختلفة، التي طرأت عليه عقب العملية العسكرية في أوكرانيا وتبعاتها.
كما يشير إلى أنّ روسيا تعوّل بشكل أكبر على تطوير أسطولها البري، وتعوّل بشكل خاص على الدبابات في أن تكون عمدة قوتها البرية.
دبابة “إختراق”.. أصغر دبابة في العالم
تعد دبابة “تي – 90 إم إس” (“بروريف” أي “اختراق”) الروسية من أصغر الدبابات في العالم وأقلها ارتفاعاً، وهذا الأمر مهم جداً، علماً أن ارتفاعها لا يتجاوز 2.228 متر، ما هو أقل بنصف المتر من ارتفاع دبابة “ليوبارد – 2” الألمانية.
أما مدفعها الأملس الماسورة عيار 125 ملم الذي يُستخدم كذلك كمنصة إطلاق للصواريخ الموجّهة، فليس بمقدوره إصابة المدرعات البرية فحسب بل والأهداف الجوية البطيئة الحركة.
أمّا حمايتها الدينامية، فإنها قادرة على خرق التيار الناتج عن الذخائر الجوفاء، وتزوّد الدبابة الروسية بـ40 ذخيرة من أنواع مختلفة، فضلاً عن صواريخ “ريفليكس – إم”.
وتوجد داخل آلية التعمير مخصصة لـ 22 طلقة بالإضافة إلى 18 هي ذخائر احتياطية تتوزع في مؤخرة برج الدبابة. ويرمي مدفع الدبابة بذخائر جوفاء وخارقة للدروع إلى مسافة 4000 متر، كما إنه يمكن أن يطلق الصواريخ إلى مسافة 5000 متر.
أمّا الذخائر الشديدة الانفجار وقذائف الشظايا فيمكن أن ترميها إلى مسافة 10 كم، ويتكون طاقم الدبابة من 3 أفراد.
وتمّ تزويد الدبابة الروسية بمحرك ديزل يولّد قوة 1130 حصاناً، ما يسمح بالتسارع على الطريق المعبدة حتى سرعة 70 كلم/ساعة، وتسير الدبابة الروسية إلى مسافة 500 كلم دون أن تزود بالوقود.