قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ القطاع الشمالي يزداد سخونة، وإن الإسرائيليين في كريات شمونة سيُخلونها.
وذكر موقع “أخبار إسرائيل” في صفحته في منصة “تلغرام” أنّ هناك خشية من تصعيد دراماتيكي، إذ إنّ الإسرائيليين في مدينة كريات شمونة سيبدأون الإخلاء اليوم إلى فنادق على حساب الحكومة.
وصدر بيان مشترك للناطق باسم وزارة الأمن، والناطق باسم “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، جاء فيه أنّ “سلطة الطوارئ الوطنية (راحيل) في وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي يعلنان تفعيل خطة إخلاء الإسرائيليين في كريات شمونة إلى بيوت ضيافة بتمويل من الحكومة”.
وأشار البيان إلى أنّ “تفعيل الخطة أُقر من وزير الأمن يوآف غالانت”، لافتاً إلى أنّ “المنطقة الشمالية أبلغت عمدة المدينة بخطة ستديرها السلطة المحلية ووزارة السياحة و”راحيل” في وزارة الأمن”.
لماذا قررت السلطات الإسرائيلية إخلاء “كريات شمونة”؟
“كريات شمونة” تقع على المنحدرات الغربية لـوادي الحولة في المنطقة الشمالية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
أُقيمت “كريات شمونة” على أنقاض قرية الخالصة الفلسطينية بعد تدميرها وتهجير أهلها منها عام 1948.
جعرافياً، تقع “كريات شمونه” في “إصبع الجليل” بجوار وادي الحولة، على بعد 5 كم جنوباً و2 كم شرقي الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، على ارتفاع 150 متراً فوق سطح البحر.
عام 2019، كان عدد المستوطنين فيها 22,512، معظمهم يهود من أصل مغربي.
موقع “كريات شمونة” في أقصى مدن الاحتلال شمالاً قرب الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة يجعلها هدفاً دائماً لهجمات صاروخية من المقاومة الإسلامية (حزب الله) والفصائل الفلسطينية في لبنان.
وفي السياق نفسه، قال رئيس “مجلس الجليل الأعلى”، غيروا زلتس، إنّ حدث إخلاء مستوطنات الشمال منذ يوم الثلاثاء الماضي “يُدار بطريقة خرقاء”.
وقال زلتس: “من الجيد أنهم في المؤسسة الأمنية والعسكرية قرروا تفعيل خطة إخلاء كريات شمونة على نفقة الحكومة، ولكن في المقابل أقول إنه منذ نحن أسبوع أو أكثر طلب منا الجيش الإسرائيلي بذل كل جهد ممكن لإجلاء من يمكن إجلاؤه من الإسرائيليين في مستوطنات الجليل الأعلى حتى مسافة 4 كلم. وقد فعلنا ذلك”.
وأضاف: “اليوم، هناك المئات بل آلاف العائلات التي تمّ إجلاؤها في الفنادق، وعلى نفقتهم الخاصة..”، متسائلاً: ماذا يفعل هؤلاء وهم يمكثون في الفنادق على نفقتهم الخاصة من دون أي ميزانية مخصصة لهم في الحكومة؟ ماذا نقول لهم الآن؟ عودوا إلى المستوطنات لتحصلوا على المال، وليتم إجلاؤكم على نفقة الحكومة”.
يشار إلى أنّ هناك 5% فقط من المستوطنين في مستوطنات الجليل الأعلى.
وكان “رئيس مجلس الجليل الأعلى” قد قال في 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري إنّ ما حدث في الجنوب يُعَدّ “صفراً” مقارنةً بما يمكن أن يحدث في الشمال في حال نشوب حرب مع لبنان، وكشف نقاط ضعف القوات الإسرائيلية الموجودة في الشمال، قائلاً إنّ “التعزيزات اليوم كانت موجودة في البلدات المحاذية، لكن إذا اندلعت حادثة ما، فربما لن يبقى الجنود في هذه البلدات، لأنهم لا يعرفونها”.
وفي سياق عمليات الإخلاء المتواصلة التي تبرز الخوف الإسرائيلي، أفادت “القناة 12” الإسرائيلية بأنّ “هناك إحباطاً بين الإسرائيليين في مدينة عسقلان”، مشيرةً إلى أنّ “ثلث المنازل من دون حماية، وأن الإسرائيليين محبطون من تلكؤ الحكومة للتجنّد لمساعدتهم”.
يُذكر أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) وسرايا القدس كانتا قد أعلنتا مسؤوليتهما عن العديد من العمليات التي نُفّذت أخيراً ضد مواقع عسكرية للاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني عند الحدود مع فلسطين المحتلة، وأدّت إلى مقتل وإصابة جنود إسرائيليين.
وفي وقت سابق، تساءلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، في تقريرٍ تحليلي، تحت عنوان: “لماذا تأخّر الغزو البري لغزة منذ يوم الجمعة؟”، وأشارت فيه إلى قلقٍ إسرائيلي مِن فتح حزب الله جبهة شمالي فلسطين المحتلة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ القدرة الصاروخية لحزب الله تعادل قوة عدة دول أوروبية مجتمعة. وأنّ “هناك من يتحدث عن أنّ الأمر يتعلق بأهم قوة نيران في العالم. إنها أقوى منظمة عسكرية في العالم، وهي تمتلك قوة صاروخية تتراوح بين 160 ألف صاروخ و200 ألف صاروخ”.