تخوفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، من أنّ قرار الرئيس الأميركي جو بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، سيدخل الانتخابات الرئاسية في حالة من الفوضى.
وأشارت إلى أنّ أيّ رئيس أميركي لم ينسحب من السباق الانتخابي في وقتٍ متأخر من دورة الانتخابات، كما فعل بايدن.
ومن المقرر أن يبدأ المؤتمر الوطني الديمقراطي في 19 آب/أغسطس في شيكاغو، وهذا يترك أقل من شهر للديمقراطيين لاتخاذ قرار بشأن من يجب أن يحل محل بايدن وأقل من 4 أشهر لذلك الشخص لشن حملة ضد ترامب.
وتعليقاً على الانسحاب، قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، إنّ قرار الرئيس بايدن لم يكن سهلاً بطبيعة الحال، “لكنه وضع مرة أخرى بلاده وحزبه ومستقبلنا في المقام الأول، ويظهر أنّه وطني حقيقي وأميركي عظيم”.
الديمقراطيون يبحثون عن البديل
وفور إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن الانسحاب من السباق الانتخابي، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ الديمقراطيين يتسابقون للعثور على بديل لبايدن، وذلك قبل أشهر فقط من يوم الانتخابات وأسابيع قبل المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو.
في غضون ذلك، قالت الصحيفة إنّه لم يكن من الواضح ما إذا كان الديمقراطيون سيختارون بديلهم للانتخابات الرئاسية خلال مؤتمرهم أو قبله فعلياً.
وبيّنت أنّ هذه التغييرات من المؤكّد أنّها ستثير المخاوف داخل الحزب الديمقراطي من أن الاضطرابات قد تعمل على تحسين فرص ترامب في العودة إلى البيت الأبيض، خاصةً بعد أن أظهر مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي مدى وحدة حزب ترامب خلفه.
هاريس تتفوق على الديمقراطيين الآخرين
بدورها، ذكرت صحيفة “نيونيورك تايمز” أنّه بالنسبة للحزب الديمقراطي، فإنّ انسحاب بايدن يثير أزمة ثانية، تتمثل بمن سيحل محله، وعلى وجه التحديد ما إذا كان سيتم التجمع حول نائبة الرئيس كامالا هاريس أو إطلاق جهد سريع للعثور على شخص آخر ليكون مرشح الحزب.
أمّا السبب الرئيسي وراء تفوق هاريس على الديمقراطيين الآخرين، بحسب “نيونيورك تايمز” فيكمن في أنّها من المرجح أن ترث بسهولة أموال حملة “بايدن-هاريس”، وسيكون من الصعب للغاية على المرشحين الديمقراطيين الآخرين الاستيلاء على أموال الحملة.
وفي غضون ذلك، أوردت الصحيفة أنّ قرار الرئيس بايدن يضع نائبته، تحت التدقيق المتجدد، حيث يزعم بعض الديمقراطيين أنّها الشخص الوحيد القادر على تحدي ترامب بفعالية في هذه المرحلة المتأخرة من الانتخابات، ويقولون إنّ الحزب سينقسم إذا ما اعتُبر القادة الديمقراطيون متجاوزين لأول نائبة رئيس ذات لون بشرة سوداء.
لكن آخرين يزعمون أن الحزب الديمقراطي يجب أن يتجنب ذلك، خاصةً في ضوء نقاط الضعف السياسية التي عانت منها هاريس على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول ديمقراطي كبير، قوله إنّ مع عرض بايدن تأييده لنائبة الرئيس هاريس كمرشحة بديلة “نعتقد أن كبار الحزب الآخرين سيحذون حذوه ويستغلون هذه اللحظة لتوحيد الحزب”.
كما حظيت هاريس بتأييد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلارى، للترشح للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي، وقالا: “سنفعل كل ما في وسعنا لدعمها”.
“وول ستريت جورنال”، قالت بدورها تعليقاً على المرشح الأمثل لبايدن، إنّ هاريس تُعَد “الخليفة الأكثر طبيعية لبايدن في الحزب الديمقراطي”.
كذلك، بيّنت الصحيفة أنّ هاريس أشارت لبعض المانحين في محادثات خاصة هذا الأسبوع إلى أنها مستعدة لأن تكون المرشحة الديمقراطية للرئاسة.
ووفقاً لما جاء في “وول ستريت جورنال”، فإنّ من بين الديمقراطيين الآخرين، الذين يُنظر إليهم داخل الحزب باعتبارهم أبرز المرشحين للمنصب، هم: حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكمة ولاية ميشيغان جريتشن ويتمر ، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم ولاية ماريلاند ويس مور.
على بايدن الاستقالة فوراً
ودعا رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الاستقالة فوراً، قائلاً: “الحزب الذي يدعي أنه الحزب الديمقراطي أثبت عكس ذلك تماماً، وإذا لم يكن جو بايدن لائقاً للترشح للرئاسة، فهو غير لائق للعمل كرئيس، ويجب أن يستقيل من على الفور”.
وأشارت مجلة “بوليتيكو” إلى أنّه مباشرة بعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، بدأ الجمهوريون في الكونغرس في مطالبته علانية بالاستقالة من البيت الأبيض الآن.
فيما قالت النائبة الجمهورية نانسي ماس، إنّه بما أن بايدن يفتقر للقدرة اللازمة لخوض حملة سياسية، فهو قادر على البقاء رئيساً لمدة 6 أشهر أخرى.