بعد مرور أسبوع على فضيحة برنامج التجسس بيغاسوس الذي تنتجه شركة NSO الإسرائيلية، اتضح إفشال تل أبيب التجسس على هواتف كل من روسيا والصين والولايات المتحدة وربما بريطانيا كذلك.
وضمن الأرقام التي جرى تسريبها حتى الآن، نشر ثلاثة من الخبراء والمسؤولين الكبار في فرنسا وهم: بيرنار باربيي المدير التقني السابق للاستخبارات الخارجية الفرنسية، وجان لويس جيرغورين الرئيس السابق لوحدة التحليل في وزارة الخارجية الفرنسية، والأدميرال إدوار غلويد الرئيس السابق للقيادة العسكرية الفرنسية، مقالا، اليوم الإثنين، في جريدة لوموند، يعالجون فيه استثناء إسرائيل لأرقام الهاتف الأمريكية والصينية والروسية من التجسس بواسطة بيغاسوس.
ويعزي الخبراء الثلاثة قرار إسرائيل بإجبار شركة NSO على تفادي أرقام الدول الثلاث من التجسس إلى قوة هذه الدول سواء القضائية مثل حالة الولايات المتحدة أو الرد السبراني بحكم أنها دول متقدمة جدا في برامج التجسس وكذلك في فك الشفرات الرقمية. وعمليا، تتجنب كل الدول تقريبا التجسس على الدول الثلاث خوفا من قوة الرد، ولكن هذه الدول تخوض حربا سيبرانية بينها. وشدد الخبراء في الوقت ذاته على ضرورة مطالبة إسرائيل بتوضيحات وعدم بيعها هذه البرامج لدول تستعملها خارج إطار القانون.
وكانت “القدس العربي” قد نشرت يوم 20 من الشهر الجاري تقريرا بعنوان “ملامح توتر دبلوماسي تلوح في الأفق بسبب فضيحة بيغاسوس”، تؤكد فيه استثناء بيغاسوس التجسس على الأرقام الأمريكية البريطانية. وحاولت بعض الدول التجسس على هواتف أمريكيين وبريطانيين بواسطة بيغاسوس ولكنها فشلت في الاختراق وهو فشل مبرمج بسبب رغبة إسرائيل تفادي المشاكل مع الدولتين.
وعمليا، لم تعلن منظمة فوربيدن ستوريز عن نجاح الدول التي اقتنت برنامج بيغاسوس اختراق هاتف صحافيين بريطانيين وأمريكيين عكس اختراق هاتف صحافيين من فرنسا واسبانيا ودول أخرى علاوة على حقوقيين وسياسيين وأبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكان الخبراء الثلاثة قد طلبوا بداية السنة الجارية بضرورة نهج استراتيجية محددة تتضمن حماية الأمن القومي للبلاد من الهجمات السيبرانية ثم ضرورة ملاحقة الدول التي تشن هذه الهجمات أو توفر الحماية لمنفذيها علاوة على رد صارم بدون هوادة.
القدس العربي