كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن تعمّد “الجيش” الإسرائيلي حرق المئات من المنازل داخل قطاع غزّة بكل ما فيها من ممتلكات، ونقلت عن ضباط من “جيش” الاحتلال تأكيدهم أن إحراق البيوت تحول إلى “وسيلة تدميرية شائعة”.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن ضباط يشاركون في قيادة العدوان الإسرائيلي على القطاع: “عمليات الحرق تمَّت بأوامر قادة القوات على الأرض، ودون الحصول على الموافقات القانونية اللازمة”.
وبحسب تقرير “هآرتس”، فإنّ ثلاثة ضباط يقودون الهجوم البري على قطاع غزّة، أكّدوا أن إشعال النار في المنازل أصبح أحد مسارات العمليات على الأرض، وفي بعض الحالات قام الجنود بحرق منازل كانوا يقيمون فيها أثناء عملياتهم على الأرض. في إحدى الحالات، كانت كتيبة في “الجيش” على وشك إنهاء عملياتها في إحدى مناطق القتال في قطاع غزّة، حينها أعطى أحد قادة الكتيبة تعليماته للجنود: “أخرجوا أغراضكم من المنزل، وأعدوه للحرق”.
وأشار التقرير إلى أنّ جنوداً شاركوا في العدوان على قطاع غزّة نشروا مؤخراً روايات عن حرق منازل، وأنّه في إحدى الحالات، ترك جنودٌ قبل مغادرتهم أحد المنازل رسالة لزملائهم الذين سيحلون بعدهم، قالوا فيها: “لم نحرق المنزل حتى تتمكنوا من الاستمتاع به، عندما تغادرون، ستعرفون ما عليكم فعله”.
الجدير ذكره أنّ من بين أبرز الأبنية العامة التي أحرقها أو دمرها “جيش” الاحتلال: جامعة فلسطين، ومدرسة خليفة التابعة لوكالة الغوث “أونروا”، وجامعة الأزهر، ومربعات سكنية كاملة في شمالي قطاع غزّة ووسطه وجنوبه، إضافةً إلى مئات المواقع الأثرية والتراثية في القطاع.
وبحسب تحليل صور الأقمار الصناعية التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، فقد تضرر ما بين 144 ألف إلى 177 ألف مبنى في قطاع غزّة منذ بداية العدوان حتى الأسبوع الحالي. بينما أفاد تحقيقٌ لصحيفة “واشنطن بوست” الشهر الماضي، بأنّه تم تدمير مناطق بأكملها في بيت حانون وجباليا وحي الكرامة في مدينة غزّة. وأشار التحقيق أيضاً إلى أنه اعتباراً من نهاية الشهر الماضي، وفي قطاع غزّة بأكمله، تضررت نحو 350 مدرسة و170 مسجداً وكنيسة.