المقاومة الفلسطينية أعادت الاحتلال إلى أجواء أكتوبر 1973 بمشاهد قتل وأسر جنود الصهاينة والتوغل في مدن الكيان. فقد هاجم شباب المقاومة من البر والبحر والأنفاق والجو وقتلوا وأسروا واستولوا على آليات عسكرية للاحتلال، على الرغم من ادعاء الاحتلال باستعداده لأي هجوم مباغت، وهذا ما أظهر مدى هشاشته وضعف أجهزته الاستخباراتية.
إن عملية طوفان الأقصى جاءت استباقاً لهجوم كان ينوي الاحتلال شنه بعد انتهاء الأعياد اليهودية، فقد انتصرت المقاومة في منافستها مع الكيان الصهيوني الغاصب وأبهرت العالم بخطتها الهجومية المفاجئة، كما أكدت المقاومة أن الخطة الدفاعية للعملية أقوى من الخطة الهجومية، لردع أي هجوم معادي من العدوان الاسرائيلي رداً على الهزيمة النكراء التي حطمت جبروت الاحتلال.
قامت خطة طوفان الأقصى على أساس اقتحام 122 من شباب المقاومة الفلسطينية، ومهاجمة “فرقة غزة” المسؤولة عن حصار قطاع غزة وكل الجرائم الوحشية التي تنفذ بحق الفلسطينيين في القطاع. ورغم أن المقاومة كانت تتوقع أن تستمر المعركة لفترة طويلة، إلا أنها تفاجأت بانهيار جيش الاحتلال خلال ساعات قصيرة، وتمكنت من الوصول إلى المستوطنات وقتل عدد كبير من جنود الاحتلال وأسر آخرين.
لقد التزمت المقاومة الفلسطينية في هجومها بتعليمات الدين الإسلامي في الحروب، فلم تقتل المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ، واكتفت فقط بمقاتلة الجنود الاسرائيليين المسلحين، وإن الغرب الذي يتهم المقاومة الفلسطينية بارتكاب جرائم ضد الانسانية، يتجاهل أن الكيان الصهيوني اغتصبت الأرض وقتلت الأطفال والنساء واستهدفت المدنيين، وأن المقاومة الفلسطينية تقاتل من أجل أن يقر العالم بحق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه كبقية شعوب العالم.
إن أميركا وأوروبا ارتكبوا الجريمة الأولى عندما سلموا أرض فلسطين إلى اليهود، والآن يرون أنفسهم مجبورين على تغطية جرائمهم الوحشية بوسائل همجية وإجرامية ومنافقة.