وصلت أمس السبت، مجموعة من الطائرات الحربية السعودية إلى جزيرة كريت اليونانية تمهيداً لإجراء مناورات عسكرية مشتركة شرقي البحر المتوسط الذي يشهد نزاعاً متصاعداً بين أنقرة وأثينا، في خطوة احتفت بها وسائل الإعلام السعودية واليونانية واعتبرتها خطوة موجهة ضد تركيا التي أجمعت وسائل إعلامها على وصفها بـ”الخطوة الاستفزازية”.
ومساء السبت، نشرت وزارة الدفاع السعودية مقطع فيديو وصوراً تظهر لحظات وصول القوات الجوية التي ستشارك في المناورات مع اليونان إلى قاعدة “سودا” الجوية في جزيرة كريت، حيث ستجري مناورات (عين الصقر 1). وبحسب وسائل إعلام سعودية، فإن القوات المرسلة تتشكل من 6 طائرات حربية من طراز إف 15 وعشرات من عناصر القوات الجوية.
وبحسب بيانات سعودية ويونانية متقاربة، فإن المناورات سوف تنطلق في السادس عشر من الشهر الجاري وتستمر قرابة 10 أيام إلى نهاية الشهر، وتشمل القيام بطلعات جوية في البحر المتوسط، وبينما تشارك السعودية بطائرات إف 15 أمريكية الصنع، يتوقع أن تشارك اليونان بطائرات حربية فرنسية من طراز ميراج.
وبينما أعلن قائد التمرين السعودي العقيد الركن عبد الرحمن بن سعيد الشهري، أن وصول القوات السعودية إلى اليونان اكتمل، أوضح أن “التمرين يهدف إلى دعم أواصر التعاون المشترك بين القوات الجوية السعودية واليونانية وتبادل الخبرات بين الجانبين ورفع الجاهزية القتالية”.
وفق “القدس العربي” فقد احتفت وسائل الإعلام اليونانية بهذه المناورات على نطاق واسع في الأيام الأخيرة، حيث اعتبرتها نجاحاً للسياسة اليونانية في بناء مزيد من التحالفات ضد تركيا في شرق المتوسط، واعتبرتها خطوة “استفزازية” لتركيا، وهي نفس اللغة التي استخدمتها وسائل الإعلام السعودية التي أبرزت خبر وصور وصول الطائرات السعودية لجزيرة كريت واعتبرتها “رسالة قوية” لتركيا.
في المقابل، غطت الصحافة التركية أخبار الاستعداد للمناورات ووصول القوات السعودية لجزيرة كريت على نطاق واسع، ووصفت عناوين بعض الصحف والمواقع الإخبارية هذه الخطوة بأنها و”خطوة استفزازية من اليونان والسعودية”، رغم رسائل التقارب التي أطلقتها أنقرة في الآونة الأخيرة.
والجمعة، عقّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هذه المناورات بالقول: “انخراط المملكة العربية السعودية في مناورات مشتركة مع اليونان أحزننا، كنا نأمل ألا نرى (انخراط) السعودية في مثل هذا القرار، سنبحث ذلك مع السلطات السعودية”، دون أن يكشف عن طبيعة ومستوى الاتصالات القائمة مع السعودية في هذا الإطار.
وفي غشت الماضي، وفي خطوة مشابهة، شاركت 9 مقاتلات حربية إماراتية في مناورات جوية مع اليونان في قاعدة سودا الجوية بجزيرة كريت، وحينها أثارت هذه الخطوة غضباً واسعاً في تركيا، وتحدثت وسائل إعلام تركية أن الجيش التركي كان مستعداً لإسقاط أي طائرة إماراتية مشاركة في المناورات في حال انتهكت المجال الجوي التركي ولو لأمتار في شرق المتوسط.