أكّد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أنّ إيران دولة جارة في المنطقة، آملاً أن تغيير ما وصفه بـ”السلوك السلبي”، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وقال الملك سلمان، في خطاب أعمال السنة الثانية من الدورة الثامنة لـمجلس الشورى السعودي أمس الأربعاء، إنّ بلاده تأمل أن تتجه إيران نحو الحوار والتعاون.
وأضاف أنّ “الرياض تتابع بقلق عدم تعاون طهران مع المجتمع الدولي في ما يخص البرنامج النووي، وتطوير برامجها للصواريخ البالستية”، ودعم النظام الإيراني لأنصار الله الذين يطيلون أمد الحرب في اليمن، ويفاقمون الأزمة الإنسانية فيها، ويهددون أمن المملكة والمنطقة”.
وأشار إلى أنّ “هناك توتراً كبيراً بين السعودية وإيران بسبب خلافات حادة كثيرة، خاصة الحرب في اليمن وهجمات 2 كانون الثاني/ يناير 2016 على سفارة الرياض لدى طهران، والقنصلية السعودية في مشهد بعد تنفيذ سلطات المملكة حكم الإعدام بحق 47 شخصاً في قضايا إرهاب ومن ضمنهم رجل الدين البارز نمر النمر”.
ولفت إلى أنه “لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين طهران والرياض منذ العام 2016، لكن جرى خلال الأشهر الأخيرة تبادل رسائل حول رغبتهما في تسوية الخلافات”.
ومطلع شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، استضاف المعهد العربي لدراسات الأمن جلسة “الحوار الأمني” بين السعودية وإيران.
وبحسب وكالة “بترا” الأردنية، فقد ناقشت الجلسة عدداً من القضايا الأمنية والتقنيةـ وأظهر فيها الجانبان رغبة متبادلة في تطوير العلاقات وتعزيز الاستقرار الاقليمي.
وأجرت السعودية وإيران هذا العام 4 جولات من المحادثات في بغداد حول تطبيع العلاقات المقطوعة، وسبل حل الخلافات. كما “بحثوا المسائل العالقة وفقاً لخارطة طريق تم الاتفاق عليها سابقاً، بما في ذلك التمثيل الدبلوماسي بين البلدين”.
وأجرى مسؤولون سعوديون وإيرانيون جولات من المباحثات خلال الأشهر الماضية في بغداد، كُشف عنها للمرة الأولى في نيسان/أبريل الماضي.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أنّه “في الأشهر القليلة الماضية، أجرينا اتصالات أكثر تنظيماً مع السعودية”، مضيفاً أنه “كانت هناك محادثات جيدة حول القضايا الثنائية”.
وسبق أن أكدت طهران مراراً أنها ترحّب دائماً بالحوار مع الرياض، وأنّها مستعدة لـ”إجراء محادثات مع السعودية على أي مستوى”، كما أكّدت “ضرورة الحوار بین دول العالم الإسلامي لحل المشكلات الحالية”.
واستضافت بغداد في شهر آب/أغسطس مؤتمراً إقليمياً جمع رؤساء دول عربية وكبار المسؤولين، بمن فيهم وزيرا خارجية إيران والسعودية.
وكانت مصادر دبلوماسية عراقية، قد كشفت عن لقاء جمع ممثلين سعوديين وإيرانيين في العاصمة بغداد نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وذلك ضمن جولات المحادثات بين البلدين.
كذلك استأنفت إيران صادراتها إلى السعودية، واعتبرت أنّ هذه الخطوة هي ثمرة المباحثات مع الرياض بواسطة العراق.
الملك السعودي: المملكة حريصة على استمرار العمل باتفاق “أوبك”
وتناول الملك السعودي في خطابه قضية النفط، وقال إنّ “المملكة حريصة على استمرار العمل باتفاق أوبك+ لدوره الجوهري في استقرار أسواق النفط”، وشدد على “أهمية التزام جميع المنتجين بالاتفاق”.
ورأى أنّ “استقرار وتوازن السوق من ركائز إستراتيجية الطاقة السعودية”، وأنّ “جهود أكبر مصدر للنفط في العالم للاحتفاظ بطاقة إنتاجية إضافية ظهرت أهميتها للحفاظ على أمن إمدادات الطاقة”.
ويترقّب المستثمرون كذلك اجتماع “أوبك+” المقبل في الرابع من شهر كانون الثاني/يناير المقبل، لتحديد ما إذا كانت ستمضي قدماً في خطتها لزيادة 400 ألف برميل يومياً من إنتاجها في شباط/فبراير 2022.