رفضت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة في مخيم جنين اجتماع “العقبة” المفترض عقده في الأردن، يوم غد الأحد، بمشاركة الولايات المتحدة و”إسرائيل” ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية، داعيةً الشعب الفلسطيني للتعبير عن رفضه وغضبه من هذا الاجتماع.
وقال المتحدث باسم المقاومة، خلال مؤتمر صحفي عُقد مساء اليوم السبت في مخيم جنين، إنّ “اللقاء لا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني بل يمثل خدمة مجانية للاحتلال المجرم”.
كما أكّد أنّ هذا اللقاء يأتي على وقع الاستيطان والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق فلسطين، ويهدف لمنح الاحتلال فرصاً لارتكاب الجرائم بحق الشعب والأسرى في السجون، مضيفاً أنّ “الوحدة الوطنية هي المطلب الأساسي والأولى من الذهاب إلى تفاهمات أمنية مع الاحتلال”.
https://twitter.com/ShehabAgency/status/1629553415075557376?t=aI5SxvNSwCW3AUPSgnbb3w&s=19
كما أشارت فصائل المقاومة إلى أنّ السلطة وقيادة المنظمة، وقعت في الفخ الأميركي مرةً أخرى، وقدّمت خدمتً مجانية للاحتلال.
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إنّها ترفض مشاركة السلطة في اجتماع العقبة الذي يمثل “غطاءً للاحتلال، لارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وعليها عدم الارتهان للوعود الأميركية والصهيونية التي ثبت فشلها”.
قمة العقبة تتناقض مع المصلحة الوطنية الأردنية وتطعن بمصداقية الموقف الرسمي
ورغم التحذيرات الرسمية الأردنية على أعلى المستويات من خطورة حكومة الاحتلال الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، يمضي الأردن الرسمي في استضافة قمة أمنية خماسية في العقبة لتطبيق “خطة فنزل” الأميركية، بمشاركة إسرائيلية ومن السلطة الفلسطينية ومن مصر والأردن، وتحت رعاية أميركية.
كذلك، رأى الملتقى الوطني لدعم المـقاومة وحماية الوطن، في بيان، أنّ حكومة الاحتلال تضع نصب عينيها “تصفية هوية المسجد الأقصى المبارك، وضم الضفة الغربية”. كما اعتبر أنها تضع نصب عينيها “الترانسفير عبر قوانين سحب الجنسية، وهي أولويات ثلاثة تهدد الأردن وجودياً كما تهدد فلسطين”.
وأضاف الملتقى أنّ حكومة الاحتلال تستهتر بالنظام الرسمي العربي وتعتبره “تحصيلاً حاصلاً”، وذهبت إلى مجزرة جنين بعد يومين من استقبال نتنياهو في عمان، وإلى مجزرة نابلس بعد يومين من الاتفاق مع السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة.
وفي السياق، دعى الملتقى، القيادة الأردنية إلى إعادة النظر بمجمل خياراته السياسية تجاه قضية فلسطين، مشيرةً إلى أنّ “المقاومة كانت وستبقى الخيار الوحيد الممكن والمجدي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
أما حزب جبهة “العمل الإسلامي” رأى أنّ إستضافة الأردن لمثل هذا اللقاء الأمني يتناقض مع التصريحات والتحذيرات الرسمية ضد مخاطر حكومة الاحتلال ، ومشاريعها التي تستهدف الأمن القومي الأردني.
كما شدّد الحزب على ضرورة أن ينسجم الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي بقطع كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال ودعم وإسناد صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته “بما يشكل قوةً للأردن في مواجهة المشروع الصهيوني”.
إعلام إسرائيلي: واشنطن دفعت إلى عقد القمة كجزء من محاولة التوصُّل إلى تهدئة
ووفق التفاصيل التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية فإنّ هذه القمة “تهدف إلى استمرار وترسيخ التفاهمات التي تمَّ التوصل إليها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل أيام قليلة، في إطار التحرك لتأجيل التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار يدين البناء في المستوطنات”.
وأوضح موقع “واللا” الإلكتروني، أن الإدارة الأميركية دفعت إلى عقد القمة كجزء من “محاولة التوصُّل إلى تهدئة على الأرض قبيل شهر رمضان القادم والخشية من وقوع مواجهات عنيفة واسعة في الضفة الغربية”.
وأشار الموقع إلى أنّه من المفترض أن يحضر القمة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط باربرا لييف.
كما لفت إلى أن السلطة الفلسطينية تُطالب بوقف الخطوات الإسرائيلية الأحادية الجانب، كافة، ومن ضمنها اقتحامات جيش الاحتلال للمدن الفلسطينية، والبناء في المستوطنات، وهدم المنازل، كشرطٍ للمشاركة في قمة العقبة.