اقترح الرئيس الكولومبي اليساري، غوستافو بيترو، وهو أول رئيس يساري منتخب في تاريخ كولومبيا، والذي تولى منصبه بعد انتخابه في شهر حزيران/يونيو الماضي، على جميع الفصائل المسلحة غير الشرعية العاملة في البلاد إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، تشارك فيه جميع الأطراف، وذلك في إطار جهود لتعزيز السلام، وإنهاء عقود من الصراع الداخلي.
وأعلن بيترو ذلك، وهو مقاتل ألقى سلاحه وعاد إلى الحياة المدنية في العام 1990، خلال زيارة لبلدية إيتوانجو في منطقة أنتيوكيا الشمالية الغربية التي تعاني من التمرد.
وقال بيترو إنّ “العديد من المنظمات المسلحة غير النظامية، أظهرت عزمها على السعي لإنهاء المواجهة”.
وأضاف أنّ “وقف إطلاق النار سيوفر المناخ الأنسب لتحقيق القوة المجتمعية المطلوبة، لإضفاء الشرعية على إنهاء العنف المسلح تماماً”.
ويعتزم الرئيس الكولومبي، الذي كان عضواً في الكونغرس، السعي لتحقيق “سلام شامل” في البلاد، يشمل إحياء المفاوضات مع جماعة “جيش التحرير الوطني اليسارية”.
وقبل أسبوع، دعا بيترو، لدى تولي قائد الجيش الجديد مهماته رسمياً في البلاد، إلى “بناء السلام” و”إنهاء العنف” المستمر منذ عقود في البلاد.
وتتضمن خطة بيترو إجراء حوار مع الفصائل المنشقة عن حركة التمرد الكولومبية السابقة “فارك”، التي رفضت اتفاقية سلام عام 2016، إضافة إلى مفاوضات قانونية مع عصابات إجرامية مثل “غولف كلان”.
وأعلن وزير الدفاع إيفان فيلاسكيز، قبل أيام، أنّ “كولومبيا ستعلّق القصف الجوي ضد الجماعات المسلحة غير الشرعية، في خضم الصراع الداخلي، لتجنّب إلحاق أضرار بالسكان المدنيين، وموت قاصرين تمّ تجنيدهم قسراً، وكبادرة للتقدم نحو سلام شامل”.
واستمر الصراع المسلح الداخلي في كولومبيا قرابة 6 عقود، وتسبب بسقوط ما لا يقل عن 450 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، بين عامي 1985 و2018.