يتوجه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا إلى الصين، يوم الثلاثاء، بعد إرجاء زيارته بسبب إصابته بالتهاب رئوي، لإعادة بلاده إلى الساحة الدولية.
وكان من المقرر أن تتم هذه الزيارة الرسمية للرئيس البرازيلي، إلى أكبر شريك تجاري لبلاده في الفترة بين 25 و31 آذار/مارس، لكن الأطباء أوصوا بتأجيلها بسبب “التهاب رئوي خفيف” شفي منه الآن.
ويلتقي لولا،يوم الجمعة، نظيره شي جين بينغ “لتبادل وجهات النظر بشأن الحرب في أوكرانيا” بشكل خاص، وفق ما أعلن وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا لوكالة “فرانس برس”، ووكالات أنباء دولية أخرى.
وهذه الزيارة الرسمية للصين، هي الرابعة للرئيس البرازيلي، الذي بدأ ولايته الثالثة في كانون الثاني/يناير، بعد أن كان رئيساً من 2003 إلى 2010.
ووعد الرئيس البرازيلي بإعادة بلاده “إلى قلب الجغرافيا السياسية العالمية الجديدة”، بعد العزلة التي عاشتها خلال حكم سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو.
وفي بكين، يأمل لولا أنّ يؤدي من جديد دور الوسيط الذي ساهم في التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة خلال فترة ولايته الثانية (2007-2010).
ورفضت البرازيل، مثل الصين، فرض عقوبات على موسكو، وكانت قد وضعت في نهاية كانون الثاني/يناير اقتراحاً ما زال غامض المعالم بشأن وساطة دول عدة في الحرب في أوكرانيا.
وقال الرئيس البرازيلي حينها إنّه “واثق” من فرص نجاح هذا الاقتراح، معرباً عن أمله في “إنشاء” مجموعة الدول بعد عودته من الصين.
في 25 آذار/مارس، اجتمع سيلسو أموريم، كبير مستشاري الرئيس البرازيلي للشؤون الدولية، في الكرملين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف الذي يزور البرازيل في 17 نيسان/أبريل.
وصرّح أموريم لشبكة “سي أن أن برازيل”، يوم الاثنين، عندما سئل عن نتيجة اللقاء مع بوتين “القول إن الأبواب مشرّعة (أمام محادثات السلام) سيكون مبالغة، لكن القول بأنها موصدة ليس صحيحاً أيضاً”.
لكن الكرملين استبعد “أي أفق لحصول تسوية سياسية” بوساطة صينية، على الرغم من التوافق الذي عبّر عنه بوتين ونظيره شي خلال زيارة الأخير، لموسكو في نهاية آذار/مارس.
اتفاقيات تعاون
وقبل لقائه مع شي الجمعة في بكين، سيتوجه لولا إلى شنغهاي الخميس لحضور تنصيب الرئيسة اليسارية السابقة للبرازيل ديلما روسيف (2011-2016) رئيسةً لمصرف التنمية الجديد المعروف أيضاً بـ “بنك بريكس”.
وفي 2006، وخلال فترة ولايته الأولى، أُنشئت مجموعة “بريكس” للاقتصادات الناشئة، التي تضم البرازيل والهند والصين وروسيا وجنوب أفريقيا.
وستتناول زيارة لولا إلى الصين بشكل أساسي القضايا السياسية الدولية، حيث تم التعامل مع الجانب الاقتصادي قبل أسبوع، خلال التاريخ الذي حدد سابقاً للزيارة، عندما سافر أكثر من 500 رئيس شركة برازيلي، من أغلب قطاع الزراعات الصناعية، إلى الدولة الآسيوية.
وتم توقيع أكثر من 20 اتفاقية تعاون، يتيح أحدها إجراء صفقاتهما التجارية مباشرة، واستبدال اليوان بالريال والعكس بالعكس بدلاً من الاعتماد على الدولار. وبلغ حجم التجارة الثنائية 150 مليار دولار العام الماضي، مع 89.7 مليار دولار من الصادرات البرازيلية إلى الصين.
في طريق عودته إلى البلاد، سيتوجه لولا إلى الإمارات، السبت، في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً.