شنّ “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عدواناً واسعاً على الضفة الغربية، في ما وصفه بـ “العملية العسكرية”.
"بنيامين نتنياهو يعتبر عملية عسكرية في الضفة الغربية جائزة ترضية لشركائه من اليمين"
مدير مكتب #الميادين في فلسطين المحتلة ناصر اللحام #فلسطين_المحتلة #الضفة_الغربية @nasserlaham4 pic.twitter.com/vqCIluDv6A
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 26, 2024
وفي التفاصيل، قصف “جيش” الاحتلال أحد المنازل في مخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، ما أدى إلى ارتقاء 5 شهداء، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وأكّدت وسائل إعلام فلسطينية أنّ طائرات الاحتلال قصفت أحد المنازل وسط مخيم نور شمس، ما أدّى إلى استشهاد 5 شبان وجرح عدة فلسطينيين في محيط المنزل المستهدف.
A number of Palestinians were killed and others were injured in an Israeli air strike in Nour Shams refugee camp in Tulkarm city.
شهداء و جرحى في قصف على مخيم نور شمس في مدينة طولكرم pic.twitter.com/JDXH92XMih
— Eye on Palestine (@EyeonPalestine) August 26, 2024
والشهداء هم: مهند قرعاوي (19 عاماً)، وعدنان أيسر جابر (15 عاماً)، ومحمد الشيخ يوسف (45 عاماً)، وجبريل جبريل من مدينة قلقيلية، وهو أحد الأسرى الأشبال الذين تحرروا في صفقة التبادل بين الاحتلال والمقاومة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
وكان جبريل أحد المطاردين في مدينة قلقيلية، إذ جرت مطاردته فور تحرره في الصفقة بعد تنفيذه عدة عمليات إطلاق نارٍ باتجاه أهداف للاحتلال.
ويُعد جبريل المُحرر الثالث الذي يرتقي شهيداً من محررين الصفقة بعد الشهيدين طارق داود من قلقيلية، ووائل مشة من مخيم بلاطة شرقي نابلس.
"من وهو عمره 10 سنين بعرف إنه بده يستشهد وهو عمره 18 سنة"
والد الشهيد جبريل جبريل الذي ارتقى في قصف الاحتلال لمخيم نور شمس بـ #طولكرم #الضفة_الغربية #فلسطين_المحتلة pic.twitter.com/y2XLvbPgHL
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 26, 2024
وفي إثر الجريمة الإسرائيلية، حمّلت فصائل العمل الوطني في طولكرم المجتمع الدولي مسؤولية عدم وقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
كما أُعلن عن إضراب عام في طولكرم حداداً على الشهداء الـ5 قبل أن يقتحم الاحتلال المدينة.
وذكرت مصادر صحافية للميادين أنّ دوريات إسرائيلية تجوب شوارع طولكرم في ظل حالة غليان في مختلف محافظات الضفة الغربية.
شهيد وإصابات في وادي رحال
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة استشهاد شاب برصاص مستوطنين في قرية وادي رحال جنوبي بيت لحم، فيما أُصيب 3 آخرون بجروح.
مشاهد لنقل إصابات برصاص المستوطنين خلال مهاجمتهم بلدة وادي رحال جنوبي بيت لحم#الضفة_الغربية #فلسطين_المحتلة pic.twitter.com/sSHd29cKbd
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 26, 2024
وأفاد رئيس مجلس قرية وادي رحال، حمدي زيادة، بأنّ مستوطنين هاجموا منازل المواطنين قرب مدرسة الذكور، وسط إطلاق الرصاص الحي.
مستوطنون مسلحون يهاجمون المنازل في بلدة وادي رحال جنوب بيت لحم، وأهل البلدة " العزًل " يتصدون لهم ..#الضفة_الغربية #فلسطين_المحتلة pic.twitter.com/qxKfNUAjcu
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 26, 2024
وأضاف زيادة أنّ قوات الاحتلال اقتحمت القرية لتأمين الحماية للمستوطنين، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام تجاه المواطنين، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
مقاومون يتصدون لاقتحامات الاحتلال
كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة حجة وباقة الحطب شرقي قلقيلية شمالي الضفة الغربية، ودهمت عدداً من المنازل، فيما أشارت مراسلة الميادين إلى إطلاق نار كثيف يستهدف الحاجز الشمالي للمدينة.
وتصدى شبان لقوات الاحتلال بالزجاجات الحارقة خلال اقتحامها باقة الحطب.
ونقلت مصادر صحافية فلسطينية أنّ قوات الاحتلال نشرت قناصتها على الحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية.
وعند مدخل مخيم العروب شمالي الخليل، اندلعت مواجهات في إثر تصدي مجموعة من الشبان الذي قوات الاحتلال، فيما اعتقلت القوات شاباً من المخيم.
ودهم الاحتلال أيضاً منازل خلال اقتحام منطقة رقعة في مدينة يطا في الخليل.
كما اقتحمت قوات الاحتلال تقتحم بلدة نعلين غربي رام الله ومنطقة المساكن الشعبية في مدينة نابلس.
مشاهد متداولة لجانب من اقتحامات قوات الاحتلال لمدينة نابلس في #الضفة_الغربية #فلسطين_المحتلة pic.twitter.com/RNVJQW7DOq
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 26, 2024
فصائل فلسطينية: قرارٌ بالحرب المفتوحة على شعبنا
وعقب ذلك، أوضحت حركة حماس أنّ عملية الاغتيال في مخيم نور شمس “تأكيد على استمرار جرائم ومجازر الاحتلال الممتدة من غزة وصولاً إلى كل شبر من الوطن”.
وفي بيان، أضافت الحركة أنّ “دماء شهداء شعبنا الخمسة في طولكرم ستكون دافعاً إلى تصاعد المقاومة واستمرار عملياتها البطولية”، داعيةً جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة إلى مزيد من الاشتباك والمواجهة والتصدي للاحتلال.
بدورها، شدّدت حركة الجهاد الإسلامي على أنّ “تصعيد الكيان ومستوطنيه وتيرة جرائمهم في الضفة المحتلة خلال الساعات القليلة الماضية هو قرار بالحرب المفتوحة غير المعلنة على شعبنا الفلسطيني”.
وتابعت حركة الجهاد، في بيان، أنّ “استخدام العدو الطائرات المسيرة لقصف منزل داخل مخيم نور شمس في طولكرم، وارتقاء 5 شهداء، من بينهم طفل على الأقل، وهجوم المستوطنين المدججين بالسلاح على وادي رحال غربي بيت لحم وارتقاء شهيد، وفرض الإغلاق على مناطق واسعة شمال الضفة، كلّها دلائل على أنّ العدو قرر نقل ثقل عملياته من غزة إلى الضفة”.
وأشارت إلى أنّ “قرار حكومة العدو بتمويل الاقتحامات لتدنيس باحات المسجد الأقصى، تحت ذريعة جولات سياحية، هو الإطار القانوني الذي يريد خداع العالم لمخطط أعلن عنه بن غفير صباح أمس لبناء كنيس داخل باحات المسجد الأقصى المبارك وفرض تقاسمه زمانياً ومكانياً”.
وأضافت أنّ “ازدياد الإجرام الصهيوني وحشية وشراسة في الضفة، وإذ يأتي في إطار تغطية الكيان لفشله في ساحتي غزة وجنوب لبنان، إلاّ أنه لم يكن ليحصل لولا التواطؤ العربي المخزي، وترك الشعب الفلسطيني وحيداً في معركة يريد مجرمو الكيان أن تكون مفصلية في مسار الصراع”.
وإذ نعت الحركة إلى الشعب الفلسطيني الشهداء الخمسة الذين ارتقوا في مخيم نور شمس، والشهيد السادس في بيت لحم، فإنّها دعت كل أبناء الشعب الفلسطيني، في كل مكان، إلى النفير لمواجهة مخططات التهجير والإبادة في الضفة المحتلة التي “يريد لها مجرمو الكيان أن تكون على غرار حرب الإبادة في غزة”.
أمّا حركة المجاهدين، فقالت إنّ “جريمة الاغتيال الجديدة التي نفذها العدو الصهيوني الفاشي في مخيم نور شمس في طولكرم هي تأكيد على أنّ حرب الابادة الجماعية تستهدف الشعب الفلسطيني بكل مكوناته ومناطق وجوده”.
وبيّنت حركة المجاهدين أنّ جريمة طولكرم، التي أدّت إلى ارتقاء 5 شهداء، والجرائم البشعة ضد الشعب الصامد في غزة ومدن الضفة والقدس، تأتي “نتيجةً للخذلان العربي والإسلامي وبفعل التواطؤ الدولي والدعم الأميركي اللامحدود”.
وشدّدت على أنّ “إقدام العدو على سياسة الاغتيالات هو دليل على فشله في إطفاء شعلة المقاومة المتقدة”، مؤكّدةً أنّه “لن يستطيع بهذه السياسة الوحشية أن يفتّ في عضد مقاومتنا أو أن يكسر إرادة شعبنا، بل ستكون وقوداً للثورة في وجه الغاصبين المعتدين”.