كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيانٍ له، اليوم السبت، أنّ “إسرائيل” انتقلت مؤخراً إلى مرحلة إفراغ مدينة غزّة من سكانها عنوةً وبقوة السلاح، مُشيراً إلى أنّ السلوك الإسرائيلي يأتي ضمن تصعيدٍ لجريمة التهجير القسري.
وأجبر “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وفق المرصد، عائلاتٍ مكونة من عشرات الأفراد، غالبيتهم من النساء والأطفال، على النزوح القسري بعد اقتحام منازلها ومراكز إيواء تقيم فيها.
وبحسب المرصد، فإنّ العمليات الأخيرة من التهجير القسري تركزت على حيي تل الهوى والشيخ عجلين ومنطقة دوار أنصار، جنوبي غربي مدينة غزة، إذ أجبرت قوات الاحتلال من تبقّى من عائلات في تلك المناطق على النزوح قسرياً.
وبالتزامن مع ذلك، أكد “الأورومتوسطي” أنّ قوات الاحتلال تُصعّد من سياسة التجويع ومنع الإمدادات الإنسانية عن سكان مناطق مدينة غزة وشمالي القطاع، وتستخدم ذلك سلاحاً لتحقيق التهجير القسري وإجبار المدنيين، على النزوح لمحاولة تجنب الموت قصفاً أو جوعاً، وفق المرصد.
وأشار إلى أنّ الإحصائيات الأولية تفيد بنزوح نحو مليون و955 ألف فلسطيني من منازلهم في القطاع، الكثير منهم نزح عدة مرات، إذ اضطرت العائلات إلى التنقل مراراً وتكراراً من دون أن تعثر على ملجأ آمن.
كما لفت المرصد “الأورومتوسطي” إلى أنّ “إسرائيل” تصر على تنفيذ عمليات نقل قسري (ترانسفير) للمدنيين في قطاع غزة، والأخطر من ذلك أنها تمنح نفسها ترخيصاً لاستهداف من يرفض أمر الإخلاء باعتبارهم “إرهابيين” عبر القصف العشوائي للمنازل والأعيان المدينة أو المداهمة الميدانية لإجبارهم عنوةً على النزوح.
وكان المرصد قد تحدث قبل أيام، عن وجود نحو 100 ألف بين شهيد ومفقود وجريح بعد أكثر من مئة يوم على العدوان على غزة، قائلاً إنّ “إسرائيل ارتكبت جرائم حرب مروّعة حصيلة ضحاياها نحو 1000 فلسطيني من القطاع يومياً في أكثر إحصائية دموية في التاريخ الحديث للحروب”، وأنها استباحت مدارس الإيواء للنازحين.
كما كشف عن إعدامات إسرائيلية مباشرة لمسنين فلسطينيين في قطاع غزة. كما تحدث عن أنّ العطش يغزو مدينة غزة وشمالها، مع انعدام مياه الشرب كحكم الإعدام، واصفاً هذا الالأمر بأنه من أشكال الإبادة التي ترتكبها “إسرائيل” ضدّ المدنيين.
وسبق للمرصد “الأورومتوسطي” أن حذّر من تبعات العدوان على غزة، حيث قال في بيان بتاريخ 16 كانون الأول/ديسمبر 2023 إنّه ينبغي إنهاء معاناة المهجرين قسراً في قطاع غزة، وضمان عودتهم فوراً إلى مناطق سكنهم، في ظل اشتداد تأثيرات حلول فصل الشتاء وهطول الأمطار والبرد القارس عليهم وهم في العراء من دون مأوى، وترك حياتهم معلقة.