أكّد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، إن واشنطن تحتاج إلى اعتماد “الواقعية الباردة” بشأن احتمال حدوث صدام عسكري مع بكين، ولكنها ليست على “شفا حرب” مع الصين.
وقال ميلي، بحسب صحيفة “واشنطن تايمز”، إنّ “هناك الكثير من الكلام في الصين وأماكن أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، يمكن أن يخلق تصوراً بأنّ الحرب على الأبواب، أو أننا على شفا حرب”. وأضاف “أعتقد أن الخطاب بحدّ ذاته يمكن أن يؤدي إلى زيادة درجة التوتر”.
كما أعرب الجنرال الأميركي عن “قلقه بشأن احتمال حدوث صدام بين الولايات المتحدة والصين”، لكنه عبّر كذلك عن حرصه على إخماد ما وصفه بـ”التقييمات العاطفية من قبل الآخرين”.
وأوضح ميلي أنه بدلاً من مناقشة التهديد الصيني اليوم، “أفضّل العودة إلى ما قاله تيدي روزفلت. تحدثوا بهدوء، واحملوا عصا كبيرة”، معللاً: “علينا أن نجعل جيشنا قوياً، وأن نخفف من حدة الخطاب قليلاً”.
ولفت ميلي إلى أنه يعتقد أنّ “الحرب أمر لا مفر منه”، ولكنه أكّد بالمقابل أنه “لا يعتقد أنها وشيكة”، وأضاف: “أعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون عمليين للغاية وحذرين للغاية للمضي قدماً”.
ومنذ أيام، حذّر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة أعضاء الكونغرس، من أن الصين في طريقها إلى تحقيق التفوق العسكري على الولايات المتحدة، بحلول منتصف القرن، وقال إنّ “الصين تسير في هذا الطريق من أجل بلوغ ذلك، وهذا أمر مزعج حقاً، وسيتعين علينا، ليس فقط مواكبة الوتيرة، بل تجاوز ذلك أيضاً”.
وفي شهادته، في جلسة استماع إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب بشأن طلبات ميزانية وزارة الدفاع لعام 2024، أشار ميلي إلى أنّ الصين لديها هدف وطني يتمثل بـ”التكافؤ العالمي” مع الولايات المتحدة، و”التفوق العسكري” بحلول عام 2049.
وأضاف ميلي أنّ من دواعي القلق، بصورة خاصة، برنامج الصين للتطوير النووي، مؤكداً أنّه لا يوجد الكثير مما يمكن للولايات المتحدة فعله من أجل “إيقافه أو إبطائه أو تعطيله أو اعتراضه أو تدميره”.
وردد قلق ميلي صدى قلق قائد القوات الجوية الأميركية، فرانك كيندال، الذي أبلغ الكونغرس، يوم الثلاثاء، أن توسع الصين في قوتها النووية كان التهديد العسكري الأكثر “إثارة للقلق”، والذي شهده في حياته المهنية، التي استمرت نصف قرن.
وكانت مجلة “فورين بوليسي” قد ذكرت، الشهر الفائت، أنّ الولايات المتحدة تحتاج إلى التحدث عن مخاطر الحرب مع الصين، إذ إنّ الصراع معها “سيكون كارثياً”، وأشارت إلى وجود “اعتراف واسع النطاق، كما يبدو، بأنّ التدخل الأميركي ممكن، إن لم يكن محتملاً، على الرغم من أنّ بعض المسؤولين الصينيين يأملون في تخويف واشنطن من التدخل في الجزيرة”.
وأضافت أنّ “محاولة الولايات المتحدة لافتعال الحرب مؤخراً تُظهر مشكلة التعامل مع العمل العسكري على أنّه مجرد خيار سياسي آخر، غير أنّ الحرب مختلفة، ويجب أن تقتصر على المصالح الحيوية حقاً والتهديدات الوجودية للولايات المتحدة نفسها، ووضع تايبيه لا يمثل هذا القلق”.