ذكرت “القناة 12” الإسرائيلية أنّ “إسرائيل”، تحاول خوض “معركة على الرأي العام العالمي”، مؤكدةً أنّ العالم سيشهد تصاعد التظاهرات ضد إسرائيل”، وذلك عقب المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي أمس بحق مستشفى المعمداني وسط غزة.
في السياق عينه، قال قائد الفيلق الشمالي السابق في “جيش” الاحتلال، ايال بن رؤوفين، في مقابلة مع “القناة 13″ الإسرائيلية، إنّ قدرة الاحتلال الإعلامية الآن محط اختبار، وحتى الآن لم ننجح في ذلك”.
ورأى أنّه “يجب التسويق للصورة الإسرائيلية”، مؤكداً أنّه “على الجيش الإسرائيلي عرض كل الصور عبر وزارة الخارجية أو أي منصة أخرى لمحاولة تأكيد الرواية الإسرائيلية”.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، عقب عملية “طوفان الأقصى”، تحاول “إسرائيل” التأثير على الرأي العام، من خلال نشر سردية مفادها أن عداونها جاء رداً على عملية المقاومة الفلسطينية، فيما الأخيرة شنّتها أصلاً رداً على اعتداءات الاحتلال التي كثّفها في الآونة الأخيرة بحق المسجد الأقصى والأسرى الفلسطينيين.
وتعمد “إسرائيل” في هذا الإطار، تبرير مجازرها بحق المدنيين، بالقول إنّها تستهدف مراكز لحركة حماس في غزة، وإنّها تقوم بإبلاغ الفلسطينيين بإخلاء منازلهم قبل القصف، إلا أنّ الميدان أثبت عكس ذلك، من خلال استشهاد آلاف المدنيين، جلّهم من الأطفال والنساء.
سردية الاحتلال عن مجزرة مستشفى المعمداني
تسويق الاحتلال لسرديته وتزوير الحقائق بشأن الأحداث في غزة، يتجلى في محاولة التنصّل من مجزرة مستشفى المعمداني أمس، حيث عمد إلى بثّ رواية مضللة ينأى فيها عن نفسه بعملية القصف.
وعمدت “إسرائيل” إلى تحميل حركة الجهاد الإسلامي، مسؤولية هذه الجريمة التي راح ضحيتها المئات، فيما أكدت الأخيرة أن “العدو يحاول فبركة الأكاذيب كعادته ليتنصّل من مسؤوليته عن المجزرة الوحشية”.
وأكد بيان حركة الجهاد، أنّها كما باقي قوى المقاومة في غزة، “لا تستخدم دور العبادة ولا المنشآت العامة، ولا سيما المستشفيات، مراكز عسكرية أو لتخزين الأسلحة أو لإطلاق الصواريخ”.
وشدّدت الحركة على أن “العدو الإسرائيلي يردّد هذه الأكاذيب لتبرير استهدافه لهذه المراكز وعلى رأسها المستشفيات، وهو اتهام خطير يهدف من ورائه إلى التنصّل من المسؤولية عن جريمته واستهداف مستشفيات أخرى”.
والجدير ذكره، أنّ الاحتلال قام أمس فقط، باستهداف مدرسة للاجئين استشهد في إثرها العشرات منهم موظفون أممون، واستهدف محيط مستشفى غزة الأوروبي، إضافة إلى مستشفى المعمداني، وكان استهدف سابقاً مستشفى للأطفال بقنابل الفوسفور الأبيض.
إلى جانب منابر الإعلام الإسرائيلي، مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً منصتي “فيسوك” و”إنستغرام”، تبسط فضاءها أمام الصور والمنشورات المتعلقة بالقتلى الإسرائيليين، وضربات المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية، فيما تغلقه أمام المحتوى الداعم لفلسطين، وتشنّ حملة إغلاق حسابات أو تقييد وصولها إلى جمهور أكبر.
“قصة” قطع الرؤوس
وفي سياق متصل، انتشرت على نطاق واسع في الإعلام الغربي، خلال الأيام الأولى للعدوان، ادّعاءات وأكاذيب مفادها بأنّ عناصر المقاومة قاموا بـ”قتل وقطع رؤوس 40 طفلاً” في مستوطنة “كفار عزة” خلال معركة “طوفان الأقصى”.
وجرى تداول تلك المزاعم على منصات كبيرة مثل “سي أن أن”، وتناقلتها أيضاً شخصيات عامة مثل أحد أعضاء الكونغرس. حتّى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن صرّح بأنّ “هناك تقارير عن أطفال رضّع قُتلوا وذُبحوا لأنّهم يهود”، من دون أي تثبّت أو دليل.
ومن خلال التدقيق في تفاصيل هذه الادّعاءات ومصدرها، فإنّ مصدر شائعة الأطفال الإسرائيليين المقطوعة رؤوسهم، أطلقها زعيم استيطاني يدعى ديفيد بن صهيون حرّض في وقتٍ سابق، وتحديداً في أيار/مايو الماضي، على محو قرية حوّارة في نابلس، ونقلتها قناة “i24 الإسرائيلية”، وبالتحديد الصحافية نيكول زيديك العاملة في القناة، والتي زعمت خلال زيارتها للمستوطنة برفقة جنود الاحتلال هذه الرواية، فيما تبيّن لاحقاً زيف هذه الرواية، وهذا ما جعل البيت الأبيض يتراجع عن تبنّيها.