تصاعدت حدة الانتقادات الدولية للولايات المتحدة بعد قرارها رفض وإلغاء تأشيرات دخول مسؤولين فلسطينيين لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، المقرر لها الشهر المقبل.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت أمس الجمعة، أنها ستمنع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، بعد تعهّد عدد من حلفاء الولايات المتحدة بالاعتراف بفلسطين كدولة خلال القمة، رغم اعتراضات الولايات المتحدة وإسرائيل.
قرار “جائر”
وصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، القرار الأمريكي بـ”الجائر”، مؤكدًا خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعم مدريد له.
من جهته، ندد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، بالقرار، مؤكدًا أن “الوصول إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك لا يمكن أن يكون خاضعًا لأي قيود”.
كما اعتبر وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، القرار “مؤسفًا للغاية” و”ضربة للدبلوماسية”، مشيرًا إلى أن “إسكات الصوت الفلسطيني لا يعد فقط ظلمًا، بل يؤدي إلى نتائج عكسية”.
انتهاك صارخ
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن عباس ونحو 80 مسؤولًا فلسطينيًا آخرين سيتأثرون بقرار رفض وإلغاء تأشيرات دخول أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقرًا، بحسب وكالة “رويترز”.
بدورها، عبرت الرئاسة الفلسطينية عن “أسفها واستغرابها الشديدين” من القرار، مؤكدة أنه “انتهاك صارخ” لاتفاقية مقر الأمم المتحدة، وطالبت واشنطن بالتراجع عنه.
وأشار نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، ووزارة الخارجية الفلسطينية، إلى أن القرار يتعارض مع القانون الدولي ويجب على الأمم المتحدة التدخل.
وكان عباس يخطط للسفر إلى نيويورك لحضور الاجتماع السنوي رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة في مانهاتن.
كما كان من المقرر أن يحضر قمة هناك تستضيفها فرنسا والسعودية، إذ تعهّدت بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا بالاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية.
مبادرة شجاعة
في المقابل، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قرار واشنطن بأنه “مبادرة شجاعة”، وشكر إدارة الرئيس دونالد ترامب على “الوقوف مع إسرائيل مجددًا”.
وذكر موقع “أكسيوس” أن وزير الخارجية الإسرائيلي شجَّع نظيره الأمريكي على منع إصدار التأشيرات للوفد الفلسطيني، في محاولة لمنع عباس من إصدار “إعلان استقلال” خلال خطابه المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير ماركو روبيو قرر رفض وإلغاء التأشيرات بزعم “عدم وفاء منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بالتزاماتهما وتقويض آفاق السلام”.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن هذا القرار الأمريكي “سيفشل في إجهاض” الاعترافات بدولة فلسطين.
وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المنظمة ستناقش المسألة مع وزارة الخارجية الأمريكية “تماشيًا مع اتفاقية المقر”.
وبموجب “اتفاقية مقر” الأمم المتحدة لعام 1947، يُطلب من الولايات المتحدة عمومًا السماح للدبلوماسيين الأجانب بالدخول إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ومع ذلك قالت واشنطن إنها تستطيع رفض منح التأشيرات لأسباب تتعلق بالأمن والتطرّف والسياسة الخارجية.
يُذكر أن الولايات المتحدة رفضت تأشيرة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1988، ما دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الاجتماع في جنيف بدلًا من نيويورك حينها.
