يدير “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، بصورة مدروسة، اقتصاد التسليح، لكن 80 يوماً كانت كفيلة لهذه القوة، المسلّحة نووياً، بأن تُبدّل خططها بفعل كثرة القتلى والجرحى في صفوفها، وحجم الذخائر المستخدَمة، لتعترف بالتقدير الناقص لمقاومة غزة.
كذلك، تقتصد “إسرائيل” في استخدام الذخيرة في جبهة الجنوب، تحسّباً لحربٍ ضد حزب الله. فأيّ تغيّرٍ ستفرضه هذه المعطيات في واقع المعركة بعد 80 يوماً؟ وهل ينضب دعم الحلفاء لـ”تل أبيب”؟
في هذا الإطار، قال محلّل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية، ناصر اللحام، إنّ المستوطنين وأصحاب القرار في كيان الاحتلال يعرفون تماماً أنّه لولا الدعم الأميركي للكيان، سياسياً وعسكرياً ومالياً، لما استطاع الصمود مدّة أسبوع.
وأفاد اللحام بأنّ من الممكن أن تدخل هدنة جديدة حيّز التنفيذ في قطاع غزة، لأنّ ذخيرة الاحتلال، ومعظمها قذائف عمياء غير ذكية، تمّ استخدامها وإلقاؤها على قطاع غزة.
وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة تفرض شروطاً في مقابل تسليح كيان الاحتلال، كمنعها فتح جبهة لبنان الآن، لافتاً إلى أنّ الاحتلال كان يريد فتح 6 جبهات، وهو لا يقوى على جبهة واحدة.
بدوره، قال محلّل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، إنّ نقص الذخيرة والعتاد لدى الاحتلال غير مرتبط بحدوث هدنة أو وقف إطلاق نار، لأنّ الولايات المتّحدة ستعوّض كل هذا النقص.
وأضاف أنّ الولايات المتّحدة ستقدّم كل ما تستطيعه من دعمٍ وغطاء للاحتلال، كي تستطيع أن تمارس عليه أقصى درجات الضغط، عندما يستنفد القدرة على هذه الحرب، عسكرياً وسياسياً.
وأكّد سليمان أنّ الإدارة الأميركية تدرك أنّ الكونغرس سيغطّي التجاوزات والانتهاكات للقوانين الأميركية، من أجل تقديم العون إلى الاحتلال.
ورأى محلّل الميادين للشؤون الأوراسية والدولية، مسلم شعيتو، أنّ النقص في الذخيرة هو أمر عام ومتوقَّع في الحروب.
وأشار إلى أنّ الولايات المتّحدة تحاول ابتزاز حلفائها بعد تمويل أعمالهم العسكرية، من أجل فرض شروطها السياسية، وربطهم بصورة مباشرة بسياستها.