عبير زكري فتاة تونسية عشق قلبها كرة القدم، وتعلقت همتها بالنادي الرياضي بمحافظة صفاقس (جنوب)، فانطلقت أناملها بعفوية ترسم ملامح وتفاصيل وجوه اللاعبين الذين أججوا بداخلها حب الساحرة المستديرة.
حصلت زكري (24 سنة) على شهادة علمية في البيولوجيا، ولم يمنعها تخصصها من ممارسة هوايتها في الرسم، للتخفيف من ضغوط الحياة اليومية.
قبل 4 سنوات، اكتشفت عبير موهبتها في الرسم فأطلقت العنان لقلمها ليخترق الحدود ويرسم بدقة وتطابق عجيب وجوه النجوم في كرة القدم.
كما رسمت وجوه ممثلين في المسلسلات وعلى رأسها التركية، فسجلت لوحاتها انتشارا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي داخل تونس وخارجها.
وتمثل صور لاعبي كرة القدم سواء المحليون (النادي الرياضي الصفاقسي) أو حتى من فرق عالمية على رأسها برشلونة الإسباني الفريق المحبذ لديها، أغلب لوحاتها الفنية.
وبدأت زكري طريقها عندما قررت رسم المدافع المحوري ياسين مرياح قبل إعلان رحيله من الصفاقسي نحو أولمبياكوس اليوناني، تعبيرا على امتنانها لمردوده للنادي التونسي لسنوات.
** سفر عبر اللوحات
وقالت زكري للأناضول: “أسافر بخيالي بعيدا مع كل لوحة أرسمها وأعيش في تفاصيلها وأخرج ما اكتنز بداخلي من إبداع وحب لهذه الهواية الجميلة العذبة”.
وأضافت: “تعلمت من موهبة الرسم أن أتحلى بالصبر والدقة وبعد النظر والتحليق في سماء الحرية والجمال”.
وتابعت: “موهبتي في الرسم ازدادت تطورا واكتسبت رونقا وثباتا بفضل الدعم العائلي الذي تلمسته في كل ركن من أركان حياتي الفنية”.
** حب وتفان
واستطردت زكري: “بالرغم من أن تخصصي العلمي (بيولوجيا) بعيد نوعا ما عن موهبة الرسم إلا أن ذلك لم يمنعني من النجاح والإبداع في كلا المجالين لأنني أمارسهما بكل حب وتفان”.
وعددت أهم المراحل التي تمر بها اللوحة قبل أن تكتمل أركانها حيث تمر أولا في اختيار صورة تحبذها ويستقر عليها قرارها ثم تنطلق في رسم الخطوط الخارجية والخطوط المتداخلة لتظهر ملامح الصورة ثم تمر للتلوين كآخر مرحلة.
ويتطلب إنجاز لوحة واحدة بين أربع ساعات وأسبوع بحسب اختلاف حجمها.
وتستعمل زكري في إنجاز لوحاتها مواد التلوين وقلم رصاص تشرع به في رسم ملامح الشخصية التي اختارتها بعد أن يتم تركيز ورقة الرسم على خشبة معدة للغرض، وتعيد العملية نفسها مع كل صورة.
وفيما يتعلق بأسعار اللوحات فقد صرحت بأن ذلك يختلف بحسب حجمها، وتراوح بين 40 و 300 دينار (14.3 و107 دولارات).
وبخصوص طموحها أكدت زكري أنها تحلم بتأثيث معرض خاص بها تعرض خلاله مختلف لوحاتها الفنية وأن تبلغ بها العالمية.
وطالبت في ختام حديثها السلطات التونسية بالاهتمام أكثر بالفنان التشكيلي والإحاطة به ماديا ومعنويا باعتباره سفير البلاد خارج الحدود بواسطة ألواح تنقل جمال الوطن بالألوان والقلم.