تأهل السباح التونسي أسامة الملولي، البطل العالمي والأولمبي، إلى نهائيات مسابقة السباحة في المياه الحرة ضمن دورة الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020 المقرر إقامتها خلال الصائفة المقبلة وذلك عقب إحرازه المركز العاشر للدورة التأهيلية التي احتضنتها مدينة سيوتيبال البرتغالية بداية الأسبوع الجاري.
وقطع الملولي مسافة السباق وقدرها 10 كيلومترات في زمن قدره ساعتان ودقيقتان و55 ثانية و60 جزءا بالمائة بينما أنهى البريطاني هيكتور توماس باردوي السباق في المركز الأول بزمن قدره ساعتان ودقيقتان وسبع ثوان و60 جزءا بالمائة.
ولم يمر تأهل أسامة الملولي للأولمبياد مرور الكرام في الأوساط الرياضية بتونس بل شكل حدثا مهما خاصة أن السباح البالغ من العمر 37 عاما يسجل حضوره للمرة السادسة تواليا في الألعاب الأولمبية الصيفية وذلك بعد دورات سيدني 2000 وأثينا 2004 وبيكين 2008 ولندن 2012 وريو دي جينيرو 2016.
وأكد الملولي أنه سيراهن على تتويج أولمبي جديد على الرغم من أن مهمته لن تكون سهلة في ظل العوائق التي تعرفها مسيرته وغياب الدعم المالي لتأمين تدريباته ومشاركاته الإعدادية.
وقال الملولي، الذي يعد السباح الوحيد في تاريخ الأولمبياد المتوج بالذهبية في المسابح وفي المياه المفتوحة :”الجميع يعلم حجم التضحيات التي قمت بها، النجاح يتطلب تحديات عديدة وأتمنى أن يتم فض الإشكالات العالقة قبل مشاركتي في أولمبياد طوكيو والتي سأعلن بعده اعتزالي نهائيا.”
ويعد أسامة الملولي أحد أشهر الرياضيين التونسيين وأكثرهم تتويجا في المسابقات الدولية الخاصة بالرياضات الفردية، فخلال مسيرته في رياضة السباحة والتي تجاوزت عشرين عاما، يعد الملولي الرياضي التونسي والعربي الوحيد الذي توج بميداليتين ذهبيتين في نسختين مختلفتين من الألعاب الاولمبية.
ونحت الملولي اسمه بأحرف ذهبية في سجلات دورة بيكين 2008 وتحديدا في سباق 1500متر سباحة حرة حيث توج بالميدالية الذهبية بعد أن أحرز المركز الأول قاطعا السباق في زمن قدره 14 دقيقة و40 ثانية و84 جزءا بالمائة محطما رقما الأسطورة غرانت هاكيت البطل العالمي والأولمبي الأسترالي.
وكان تتويج الملولي آنذاك بمثابة الإنجاز غير المسبوق إذ بات أول سباح عربي وأفريقي يتوج بذهبية أولمبية وهي الذهبية الثانية لتونس في تاريخ الأولمبياد بعد 40 عاما من ذهبية البطل الأولمبي محمد القمودي في ألعاب مكسيكو سنة 1968.
وبعد أربع سنوات كرر السباح التونسي إنجازه الذهبي في أولمبياد لندن 2012 عندما توج بذهبية سباق 10 كيلومترات في المياه الحرة كما أحرز قبل ذلك الميدالية البرونزية في سباق 1500م سباحة حرة ضمن الألعاب ذاتها (لندن 2012).
وفضلا عن تلك الإنجازات الأولمبية الصيفية، تألق أسامة الملولي بشكل لافت في بطولات العالم للسباحة وتوج ببطولة العالم في روما عام 2009 في اختصاص 1500 متر سباحة حرة وضمن المسابقة ذاتها توج بميداليتين ذهبيتين في سباقي 400 و800 متر سباحة حرة، كما أحرز على الميدالية الذهبية لسباق 5000 متر في المياه الحرة ضمن بطولة العالم للسباحة برشلونة 2013.
وكان الملولي بدأ مسيرته في رياضة السباحة منذ طفولته قبل أن يحترف ضمن نادي “تروجانس” الأميركي وهو بعمر السادسة عشرة من عمره وفي ذلك العام شارك في الألعاب الأولمبية “سيدني 2000” وغادر مسابقة السباحة بعد حلوله في المركز 43 لسباق 400 متر/أربع سباحات.
أما في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2001 التي احتضنتها تونس فقد أحرز الملولي الميدالية الفضية ولكنه تألق في الألعاب المتوسطية “ألميريا” وحقق إنجازا خارقا عندما توج بثلاث ميداليات ذهبية محطما رقمين قياسيين في سباقي 200 متر و400 متر.
وتعرف علاقة الملولي بالاتحاد التونسي للسباحة توترا كبيرا على خلفية قيمة المنح المالية المرصودة له للتدرب استعدادا للتظاهرات العالمية التي يشارك فيها.
وقالت وزيرة الرياضة التونسية سهام العيادي إن الملولي بات مهددا بعدم المشاركة في أولمبياد طوكيو المقبل بسبب خلافات مع اتحاد السباحة.
وفي أعقاب جلسة خصصت لمتابعة استعدادات الرياضيين التونسيين للألعاب الأولمبية قالت العيادي في بيان رسمي إن “وزارة الرياضة تدرس الحلول القانونية الممكنة لفض الخلاف القائم بين السباح والبطل الأولمبي أسامة الملولي مع اتحاد السباحة، خاصة أن الملولي ضمن تأهله مؤخرا الى دورة الألعاب الأولمبية للمرة السادسة في تاريخه.”
وقالت: “لابد من إعادة الأمور إلى نصابها وتجاوز أي إشكال عالق بين الهياكل الرياضية ورياضييها لما فيه صالح الرياضة التونسية والراية الوطنية.”
وتشارك تونس في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020 المقررة بين 23 يوليو و8 أغسطس المقبلين، بوفد يضم أكثر من 60 رياضيا في نحو 17 اختصاصا من بينها الكرة الطائرة وهي الرياضة الجماعية الوحيدة.
سكاي نيوز