الرباط – في مجتمع يسعى جاهداً نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وتحدي الأعراف المجتمعية، كشفت البيانات الأخيرة عن فجوة كبيرة بين الجنسين في كيفية تخصيص الرجال والنساء المسنين في المغرب لوقتهم، لا سيما فيما يتعلق بالأنشطة المنزلية خلال سنواتهم الأخيرة.
أظهر استطلاع أجرته المندوبية العليا للتخطيط في المغرب، وجود خلل في توزيع المسؤوليات المنزلية، مما يشير إلى أن النساء المسنات يقضين وقتا أطول بأربعة أضعاف في الأعمال المنزلية مقارنة بنظرائهن من الرجال.
تقضي النساء المسنات في المغرب ما متوسطه 3 ساعات و14 دقيقة يوميا على شواطئ المنازل مقارنة بـ 52 دقيقة فقط للرجال المسنين.
وقال التقرير: “إن عدم المساواة بين الرجل والمرأة لا تزال قائمة في الأسرة وفي العمل حتى بين كبار السن، على الرغم من أنهم، بشكل عام، ليسوا جزءا من القوى العاملة وليس لديهم مسؤوليات أبوية”.
وكشفت الدراسة أن النساء يكرسن وقتهن في الغالب لإعداد الوجبات والتنظيف الداخلي، حيث يقضين ساعتين ودقيقتين و28 دقيقة يوميًا على التوالي.
وفي الوقت نفسه، يخصص الرجال المسنون المزيد من وقتهم للعمل، حيث ينفقون في المتوسط ساعتين أكثر يوميا على الأنشطة المتعلقة بالعمل مقارنة بالنساء المسنات.
وعلى وجه التحديد، تبلغ نسبة مشاركة الرجال المسنين في سوق العمل 43.3% مقابل 24.1% للنساء المسنات.
وفيما يتعلق بوقت الفراغ، أشارت الدراسة إلى أن الرجال المسنين لديهم، في المتوسط، ساعة إضافية يوميا لممارسة الأنشطة الترفيهية مقارنة بالنساء المسنات.
في حين أن غالبية الأنشطة الترفيهية (87٪) تتم في المنزل، فإن الرجال المسنين يميلون إلى تخصيص المزيد من الوقت لأنشطة محددة. يقضي كبار السن ما متوسطه ساعتين ودقيقتين يوميًا في مشاهدة التلفزيون، ويتفوق الرجال على النساء بمقدار 12 دقيقة.
مع تقدم العمر، يقضي كلا الجنسين وقتًا متساويًا تقريبًا في الراحة والقيلولة، على الرغم من أن كبار السن يخصصون المزيد من الوقت للأنشطة السلبية مع تقدمهم في السن.
وتنتشر الأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق، مثل الرحلات والمشي، بين الرجال، حيث يبلغ مجموعها 53 دقيقة يوميا مقارنة بـ 8 دقائق للنساء.
لكن تبقى الرياضة هامشية بالنسبة للجنسين، حيث لا تتجاوز دقيقتين يوميا.
يهدف المسح الذي أجراه المجلس الأعلى للتخطيط إلى تقييم كيفية قيام كبار السن في المغرب بتنظيم وتخصيص وقتهم في مختلف الأنشطة على أساس يومي.