أفادت صحيفة “Deutsche Wirtschafts Nachrichten” الألمانية بأنه من المتوقع حدوث زيادة أخرى في أسعار المنتجات الزراعية بسبب القيود المفروضة على استيراد الأسمدة المعدنية من روسيا وبيلاروسيا.
وقالت الصحيفة إنّ حرمان السوق من النيتروجين والأسمدة الروسية المعقدة، ومن أسمدة البوتاس البيلاروسية، سيؤدي إلى انخفاض في استخدامها، وبالتالي إلى انخفاض في غلة محاصيل الحبوب بألمانيا.
وذكرت أنّ الاتحاد الأوروبي فرض قيوداً على توريد الأسمدة من روسيا على خلفية الأزمة في أوكرانيا، مما يدفع المزارعين الألمان لتوقع المزيد من ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية، مشيرةً إلى أنّ هذا الوضع سيستمر حتى المحصول الجديد لعام 2023 على الأقل.
وقام الاتحاد الأوروبي في العام الماضي باستيراد 4,6 مليون طن من النيتروجين والأسمدة المعقدة من روسيا، فيما بلغ استهلاك الأسمدة المعدنية في الأراضي الأوروبية كلها حوالي 13 مليون طن. وإضافةً إلى ذلك، تُعدّ بيلاورسيا واحدة من أكبر مصدري أسمدة البوتاس، لكن احتياطاتها انتهت أيضاً.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ العقوبات الأوروبية ضد موسكو شملت أيضاً مصانع الأسمدة الأوروبية التي يملكها رجال الأعمال الروس، مثل مصنع “يوروخيم” الذي يقع مقره في مدينة تسوغ السويسرية.
ومما أثار استياء المزارعين والمستهلكين النهائيين الألمان هو أنه مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تواصل ارتفاع أسعار الأسمدة المعدنية، المرتفعة أصلاً في الاتحاد الأوروبي.
هذا ويتطلب إنتاج الأسمدة النيتروجينية المعدنية كمية كبيرة من الطاقة، وبالدرجة الأولى الغاز الطبيعي، فيتركز الإنتاج حول العالم في دول ذات مصادر طاقة رخيصة أو بأسعار معقولة، مثل روسيا. وإذا تم حرمان السوق من هذه الأسمدة، فسيؤدي ذلك إلى تقليل استخدامها، وفي النهاية إلى انخفاض في غلة المحاصيل.
في ألمانيا وحدها يتوقع الخبراء، بحسب معلومات الصحيفة، انخفاضاً في المحصول بمقدار 3 ملايين طن.
يُذكَر أنّ رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، قال، في وقتٍ سابق، إنّ “العقوبات التي فُرضت على روسيا ستؤثر في أوروبا أيضاً”، مشدّداً على ضرورة الاستعداد لذلك.