في سياق أزمة الجفاف التي يعيشها المغرب، أكد الخبير الاقتصادي، المهدي لحلو على ضرورة جعل التنمية الصناعية أولوية وطنية، منبها إلى وجود طاقات مغربية هائلة في الداخل والخارج وجب الاستفادة منها في هذا السياق.
وأشار لحلو، خلال حديثه عن المحور الاجتماعي، في سلسلة ندوات “المغرب إلى أين”، التي تنظمها مؤسسة عابد الجابري، إلى أن القطاع الصناعي تراجع بشكل كبير في المغرب خلال العقود الأخيرة، بعدما كان يساهم بأكثر من مليون منصب شغل، وبـ22 في المائة من الناتج الداخلي الخام، فيما لا يتعدى اليوم 12 في المائة.
واعتبر لحلو، أن التراجع يرتبط بعدة عوامل من أهمها غياب البحث العلمي الذي لا يمكن تطوير الصناعة بدونه، زيادة على غياب الحكامة في المجال، وعدم الاستفادة من الفرص المطروحة على المستوى الدولي، مشيرا في هذا السياق إلى أن دولا كالصين تمكنت في 20 سنة فقط من نقل التقنيات الأجنبية لإفادة صناعاتها المحلية، ما مكنها اليوم من إنتاج قطارات سريعة محلية الصنع.
وفي السياق ذاته أشار لحلو إلى توفر المغرب على طاقات بشرية هائلة، من بينها مغاربة العالم، وبينهم باحثون بارزون ورؤساء شركات دولية كبرى وغيرهم بإمكانهم الإسهام في الإقلاع الصناعي، مؤكدا أن الصناعة هي القاطرة الحقيقية للتنمية المرجوة في المغرب.
واعتبر لحلو أن المغرب لا يمكن أن يتقدم في التنمية والإنفاق على البحث العلمي لا يتجاوز 1 في المائة من الناتج الإجمالي، مقابل أكثر من 5 في المائة لدى إسرائيل مثلا.
هذا واعتبر لحلو أن المغرب يمر اليوم بأصعب مرحلة اقتصادية في تاريخه، صعوبة تتجاوز بحسب المتحدث سنوات الثمانينيات وما شهدته من برنامج إعادة التقويم الهيكلي وغيره، مشيرا إلى أن الأزمة الحالية أزمة مركبة مع موسم الجفاف وتراجع نسبة التساقطات بـ66 في المائة، يضاف إليه ارتفاع أسعار الطاقة، مع إقفال خط الغاز الجزائري، والأزمة الأوكرانية، ما سبب ارتفاعا كبيرا في أسعار البترول، والغاز الذي توقع المتحدث أن يتضاعف سعره هذه السنة 5 مرات ليصل إلى 3 آلاف دولار .
من جهة أخرى قال لحلو، إن الحديث في المغرب عن الدولة الاجتماعية ليس إلا “مجرد خطاب”، مؤكدا أن السياسات العمومية الحالية لا يمكنها أن تحقق هذا الهدف، مضيفا “كما لا يمكن بناء الدولة الاجتماعية بنسبة نمو 3.2 في المائة التي تعد بها الحكومة؛ مؤكدا أن هذه النسبة لا تسمح إلا بخلق 70 ألف منصب شغل”.
واعتبر لحلو أن القوى السياسية وفي مقدمتها اليسار يجب أن تقوم بدورها كاملا، بالتنبيه إلى الأخطاء الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أدت بالمغرب إلى الوضع الذي يعيشه اليوم، ومقاربة الحلول التي بإمكانها إخراج البلاد منه.
وكالات