تصاعد في تونس انسحاب المؤسسات الناشطة في قطاع الطاقة بعدما واجهت عدداً من العراقيل في مجال التنقيب واستغلال حقول النفط والغاز، مسجلة تراجعا في حجم استثمارات الطاقة بنحو 15 بالمائة خلال الربع الأول من العام الحالي.
لم تعد الاستثمارات النفطية في حقول تونس جاذبة لشركات الطاقة العالمية التي تتوالى انسحاباتها من الحقول التونسية وتصفي أعمالها معلنة مغادرة البلاد والاكتفاء بمواصلة نشاط بيع ونقل المحروقات والزيوت، على غرار ما أعلنت عنه شركة “شل” التي تغادر تونس بعد شهرين فقط عقب إعلان عملاق الطاقة الإيطالي “إيني” تصفية أعماله في البلاد ومغادرتها نهائيا.
ويجمع خبراء في قطاع الطاقة على أن أسبابا محلية وأخرى إقليمية تجعل تونس أقل جذبا لشركات الطاقة الكبرى، التي غيرت استراتيجياتها الاستثمارية والتجارية بتوجيه استكشافاتها نحو الحقول الأكثر مردودية.
ومنذ عام 2011 بدأ مسار انسحاب شركات الطاقة من البلاد، غير أنه تصاعد منذ 2018 بعدما وضعت الشركات نقطة النهاية لمسار نشاطها، ومنها شركة “شل” التي أعلنت الإثنين الماضي رسميا إنهاء أنشطتها في تونس بمجالات النفط والغاز في الحقل البحري ميسكار الذي ينتهي رسميا عقد استغلاله عام 2022.
ميسكار هو حقل غاز طبيعي يقع في خليج قابس في تونس تم اكتشافه عام 1975 ودخل حيز الاستغلال سنة 2006 باستخراج غاز طبيعي ومكثف الغاز الطبيعي، وهو مستغل من قبل شركة مجموعة “بي جي” البريطانية قبل أن تبيع أصوله عام 2015 إلى شركة “شل”.
ويقدر مجموع الاحتياطي المؤكد في حقل ميسكار بـ1.5 تريليون متر مكعب ويقدر إنتاجه اليومي بـ200 مليون متر مكعب.