تعرف الجزائر استقرارا في الوضعية المناخية، خلال الأيام الأخيرة، إذ لا يزال الصّفاء والضغط المرتفع يميزان معظم ولايات الوطن. وهو ما جعل مختصين يرجّحون أننا على أعتاب حالة جفاف، في حال استمر الطقس على هذه الوضعية، الأيام المقبلة، وهو ما ينعكس سلبا على الإنتاج الفلاحي وتربية المواشي، وتوفر مياه الشرب.
يهدد شح الأمطار الذي تعرفه الجزائر مؤخرا، إنتاج مختلف المحاصيل الزراعية وتربية المواشي، وتوفر مياه الشرب.. فالأمطار غائبة منذ شهر نوفمبر 2021، رغم أننا في عز فصل الشتاء، فهل يبقى الأمل قائما لتساقط أمطار قد تنقذنا من جفاف محتمل، ونحن لا يفصلنا إلا شهر ونصف على انقضاء فصل الشتاء.
وفي هذا الصّدد، أكد الخبير في أحوال الطقس، الشيخ فرحات لـ “الشروق”، أن الوضعيّة المناخية التي تعرفها الجزائر حاليا “طبيعية، وناتجة عن دوران الكرة الأرضية.. كما أن بلادنا عرفت وضعيات جفاف أكثر من هذه خلال الـ 50 سنة الأخيرة”.
وبحسب المختص، فإننا لم ندخل مرحلة الجفاف، ولكن يمكن القول بأننا على “أبواب الجفاف إذا استمر انعدام تساقط الأمطار الأيام المقبلة”.
ولتجاوز هذه الوضعية المناخية “الصعبة”، على حد قوله، لابد من اتخاذ إجراءات استعجالية، منها تحلية مياه البحار، تصفية المياه القذرة، لاستعمالها في الفلاحة، مع توعية المواطن بخطورة ظاهرة تبذير المياه.
والوضعية الحالية، بحسب قوله، “تجعلنا نفكر بحكمة في كيفية الحفاظ على البيئة ومصادر المياه مستقبلا”.
وأبرز محدثنا أن تعداد السكان في الجزائر يزداد سنويا، ومعه تتطور الاحتياجات الخاصة بالمياه الصالحة للشرب، ما جعل الطلب على المياه يرتفع بنسبة 10 بالمائة.
وبخصوص امتلاء السدود جرّاء التساقط الكبير الذي عرفناه خلال شهري نوفمبر وديسمبر من السنة المنصرمة، قال الشيخ فرحات: “وصلت نسبة امتلاء السدود إلى 36 بالمائة، حيث عرفت بعض الولايات الشرقية، على غرار جيجل وسكيكدة وعنابة، نسبة امتلاء وصلت حتى 50 بالمائة”.
وتفاءل محدثنا بإمكانية الخروج من وضعية الجفاف، إذ لا يزال الأمل قائما في تساقط كميات معتبرة، لأنّنا لا نزال في فصل الشتاء، وقد يستمر تسجيل كميات التساقط إلى غاية أشهر أفريل وماي وجوان.
الشروق