اختتم معرض الصين الدولي الثالث للمنتجات الاستهلاكية (إكسبو هاينان) يوم السبت في مدينة هايكو بمقاطعة هاينان جنوبي الصين. اجتذب المعرض أكثر من 3300 علامة تجارية من 65 دولة ومنطقة للمشاركة فيه، كما شاركت دوائر حكومية ومؤسسات معروفة من السعودية وسوريا ودول عربية أخرى في المعرض.
تحت شعار “تقاسم فرص الانفتاح معا وخلق حياة أفضل معاً”، أقيم أول معرض دولي كبير في الصين بعد رفع اجراءات سياسة “صفر كوفيد”، حيث كان هناك أكثر من 320 ألف زيارة خلال المعرض الذي استمر ستة أيام، مقارنة بـ280 ألف زيارة تم تسجيلها العام الماضي، ويهدف المعرض إلى تعزيز تعافي الاستهلاك والارتقاء به لتوفير الفرص للشركات في جميع أنحاء العالم لتقاسم المنفعة في السوق الصينية.
وباعتباره “نافذة” تربط الأسواق الصينية والدولية، فإن هذا المعرض يلعب دوراً كبيراً في بناء نمط تنموي جديد.ويركز المعرض بحسب وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو على موضوعات ساخنة مثل الاستهلاك الأخضر والاستهلاك الصحي والاستهلاك الذكي والاستهلاك الأزياء. ويحتوي المعرض على أجنحة استيراد من 8 دول، من بينها سوريا وتركيا وأفغانستان والأرجنتين وأيرلندا واليابان ومنغوليا ونيبال، مع التركيز على عرض المنتجات الاستهلاكية المميزة الخاصة لكل دولة.
قال دونغ بوه، نائب مدير جناح سوريا: “قدمنا الصابون ومنتجات الورد من سوريا في معرض شانغهاي الدولي الأول للاستيراد، وأجرينا تعاوناً تجارياً أولياً مع الشركات الصينية، وحصلنا على الإعجاب من المستهلكين. وهذه المرة، قمنا بجمع بعض المنتجات ذات أفضل جودة والخصائص الأكثر رمزاً إلى سوريا من الشركات السورية، ونود توزيعها على المستهلكين في جميع أنحاء الصين من خلال المعارض الكبيرة. يعد معرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية أول معرض كبير قصده الأجانب في الصين بعد الوباء، نشعر بالانتعاش القوي وحماسة الشعب الكبيرة للاستهلاك.”
أدى انعقاد معرض الصين الدولي الثالث للمنتجات الاستهلاكية إلى تحفيز المستثمرين العالميين لاحتضان السوق الصينية والمشاركة بنشاط في بناء ميناء هاينان للتجارة الحرة.
نشرت الصين خطة رئيسية في يونيو/ حزيران 2020 لتحويل هاينان إلى ميناء تجارة حرة رفيع المستوى وذي تأثير عالمي بحلول منتصف القرن الجاري. في السنوات الأخيرة، تعمل مقاطعة هاينان على تحقيق هذا الهدف، وتسعى جاهدة لتصبح نموذجا للإصلاح والانفتاح في الصين في العصر الجديد، حيث قامت بإصدار سلسلة من السياسات التفضيلية مثل تقليل القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي لدخول هاينان والتعريفة الجمركية الصفرية وإعفاء ضريبي على دخل الاستثمار الخارجي في بعض الصناعات وتبسيط الإجراءات الضريبية للشركات الأجنبية وما إلى ذلك، قد سمحت بالفعل للشركات بالاستمتاع بفوائد ملموسة وجذبت المزيد من رجال الأعمال الأجانب والشركات الأجنبية إلى مقاطعة هاينان للاستثمار.
وفقاً للإحصاءات الصادرة عن مديرية التجارة في مقاطعة هاينان، تم إنشاء 1936 مؤسسة باستثمارات أجنبية حديثاً في المقاطعة في عام 2021، بزيادة قدرها 92.64% عن العام السابق؛ الاستخدام الفعلي لرأس المال الأجنبي هو 3.52 مليار دولار أمريكي، بزيادة 16.2% عن العام السابق.
كما جذبت سياسة الإعفاء الجمركي الجديدة المزيد من الناس للقدوم إلى هاينان للتسوق والاستهلاك. والتسوق المعفى من الرسوم الجمركية قد أصبح “بطاقة رابحة” لمقاطعة هاينان لبناء مركز استهلاك سياحي دولي سواء كان ذلك في تحفيز الطلب المحلي، وجذب الاستهلاك أو مساعدة هاينان على الاتصال بالسوق الدولية. ويكون معرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية نافذة للتجار والمستهلكين الأجانب لمعرفة هيانان.
يشكل معرض هاينان خطوة مشجعة في جهود الصين لتعزيز التجارة الدولية والاستثمارات عبر الحدود ومشاركة السوق الصينية الضخمة وفرص الأعمال الهائلة لها مع العالم كله.
إن المشاركة الكبيرة في معرض هاينان ليست مجرد إشارة على التعافي والنمو الاقتصادي المتسارعين، ولكنها أيضاً دليل على أن السوق الصيني الواسع الذي يضم أكثر من 1.4 مليار مستهلك عامل جذب لشركات العالم والطلب المستقر من أكبر قاعدة للمستهلكين في العالم هي بمثابة ركيزة أساسية للاقتصاد العالمي.
تعود ماكينة الاقتصاد الصيني للنمو بقوة لجرّ الاقتصاد العالمي من هاوية التباطؤ، فبحسب بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني نمت مبيعات التجزئة في الصين بنسبة 3.5% في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كذلك، ارتفع الإنتاج الصناعي في الشهرين الأولين بنسبة 2.4% على أساس سنوي. وزاد الاستثمار في الأصول الثابتة، مثل البنية التحتية والآلات بنسبة 5.5%. وارتفع مؤشر مديري المشتريات في قطاع التصنيع إلى 52.6 في يناير/كانون الثاني، وهي أعلى قراءة له منذ أبريل/نيسان 2012، فيما ارتفع مؤشر آخر غير صناعي لقياس النشاط في قطاعي الخدمات والبناء إلى 56.3. وقد جاءت قراءة المؤشرين أعلى من توقُّعات الاقتصاديين.
اتخذت الصين مبدأ الفوز المشترك كأساس للتعاون الاقتصادي مع بقية دول العالم، وذلك من خلال فتح أسواقها المحلية الضخمة بشكل مطرد، وتطبيق السياسات الداعمة لتسهيل التجارة الحرة، وتعمل حالياً يداً بيد مع دول العالم لتحسين الاقتصاد العالمي الذي تضرر خلال السنوات الأخيرة من جراء فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وبناء السلام في العالم.