استمعت، محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، الثلاثاء، لاعترفات خطيرة أدلى بها أفراد شبكة دولية تنشط بين الحدود الجنوبية ودول مجاورة، تضم رعايا أفارقة تسللوا إلى الجزائر بطريقة غير شرعية، وكشفت تصريحاتهم عن تفاصيل نشاطهم في عمليات تهريب المخدرات الصلبة بعد حشوها داخل أمعائهم، وكذا تورطهم في عمليات تزوير العملة والوثائق الرسمية وتبييض الأموال.
ملابسات القضية التي ناقشتها المحكمة، الثلاثاء، انطلقت من معلومات وردت إلأى مصالح أمن ولاية الجزائر وفرقة مكافحة الاتجار بالمخدرات، حول تحركات مريبة لشخص يدعى “س. أمين” المكنى بـ”الأعور”، وقيامه بإبرام صفقات بيع المخدرات الصلبة صنف “هيرويين”، كما تبين أن المشتبه فيه كان يستعين برعية إفريقي يدعى “إبراهيم كمارا” من جنسية نيجيرية من أجل تموينه بالمخدرات، كما أفضت التحقيقات إلى تورط رعايا آخرين كانوا يقومون بجلب الممنوعات من بلدانهم الأصلية بعد تخزينها في أحشائهم، والسفر برا نحو الولايات الجنوبية، واستخدام محتوى تلك الكبسولات بعد مزجه مع مواد أخرى منها أدوية ترامدول والبراسيتمول لمضاعفة الكمية وزيادة الأرباح.
واستنادا للمعلومات المتحصل عليها، تمكنت عناصر الشرطة القضائية بعد تحريات مكثفة من تحديد هوية شركاء المتهم الذي تم توقيفه رفقة 8 رعايا أفارقة كانوا يتنقلون بهويات مزورة، إلى جانب المدعو “ب. الحفصي” وشريكه “ب. محمد”، كما أسفرت عملية تفتيش مسكن أحد المتهمين بمنطقة برج الكيفان شرق العاصمة، عن حجز رزم من الأكياس البلاستيكية، وكميات معتبرة من “ترامدول” الذي يستخدم بعد طحنه في زيادة وزن “الهيروين” قبل ترويجه.
وأنكر المتهم الرئيس المدعو “س.أ” أثناء مثوله بالجلسة في ظروف صحية صعبة بعد إصابته بمرض السل، ضلوعه بالملف، فيما تضاربت تصريحات بقية المتهمين الذين اعترف أغلبهم بالوقائع، قبل التماس النائب العام توقيع عقوبات في حقهم تراوحت بين 20 سنة سجنا والمؤبد.
الشروق