في إطار مشاركته في المائدة المستديرة التي نظمتها وزارة الاقتصاد والمالية بشراكة مع الأمم المتحدة، أكد روبرت دولغر، سفير ألمانيا في المغرب، على ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي لتحسين شرعيته وزيادة طابعه التمثيلي. تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه العالم تغييرات جذرية تتطلب إعادة تكييف الأدوات السياسية والاقتصادية للحوكمة العالمية.
ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي
تحسين الشرعية وزيادة الطابع التمثيلي
أكد السفير الألماني على أن العالم تغير بشكل كبير في العقود الأخيرة، وأن المجتمع الدولي أصبح أكثر وعياً بمحدودية موارد كوكبنا. أشار إلى أن الحروب وتدفق اللاجئين غير النظاميين تزعزع الأمن الإقليمي والعالمي، مما يفرض ضرورة إعادة تكييف نظام مجلس الأمن الدولي مع الظروف والأهداف الحالية.
دعم الاتحاد الإفريقي
أعلن روبرت دولغر أن ألمانيا ملتزمة بضمان منح مقعدين دائمين للاتحاد الإفريقي في مجلس الأمن. هذا الدعم يأتي في إطار تعزيز التمثيل العادل والشامل للدول الإفريقية في الهيئات الأممية.
التحديات العالمية والحوكمة
الأزمات العالمية
أشار السفير الألماني إلى أن الهجوم الروسي على أوكرانيا والصراع في السودان يظهران بوضوح الضغوط التي تتعرض لها الأدوات السياسية والاقتصادية للحوكمة العالمية. هذه الأحداث تؤكد الحاجة الملحة لإعادة تكييف النظام الانتخابي لمجلس الأمن.
مؤتمر القمة المعني بالمستقبل
أوضح السفير أن الهدف من مؤتمر القمة المعني بالمستقبل المزمع تنظيمه في سبتمبر القادم هو تقديم مقترحات ملموسة للتعاون متعدد الأطراف على نحو أوثق وأكثر فعالية وتمثيلاً.
دور المؤسسات المالية الدولية
مواجهة أزمة المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة
أكد السفير الألماني على أن مواجهة أزمة المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة يحتاجان إلى موارد مالية ثابتة ويمكن التنبؤ بها. شدد على أن هذه الموارد يجب أن تكون متاحة لجميع البلدان، وأن العالم يحتاج إلى نظام مالي يدعم المرونة ويعزز الاستدامة ويخفف الصدمات.
تعزيز الاستدامة والقدرة على الصمود
أشار السفير إلى أن الاستدامة والقدرة على الصمود يجب أن تكونا الهدفين الرئيسيين لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وأن يتم وضعهما في صميم عملهما المفاهيمي والتنفيذي.
المبادرات الألمانية
مكافحة الفقر والحفاظ على الموارد الطبيعية
أكد السفير الألماني على أن هدف مكافحة الفقر والحفاظ على الموارد الطبيعية يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب. أشار إلى مجموعة من المبادرات التي اتخذتها بلاده في هذا السياق، مؤكدًا على ضرورة زيادة الاستثمارات في المشاريع التي تعزز التنمية على المستوى الوطني وتنتج تأثيراً إقليمياً في الوقت ذاته.
تحسين الهيكل المالي الدولي
نبه السفير إلى أهمية جعل الهيكل المالي الدولي أقل عرضة للتقلبات، وأن تظل المصارف الإنمائية قادرة على العمل والتحرك حتى في أوقات الأزمات. أكد على ضرورة التفكير في كيفية جعل الوصول إلى موارد المؤسسات المالية متعددة الأطراف أكثر إنصافًا.