موقع المغرب العربي الإخباري :
وصفت مجلة “لاكرونيك”، التي تصدرها منظمة العفو الدولية (أمنستي)، التفجيرات النووية التي أجرتها فرنسا في الجزائر في الستينيات بأنها “سرّ مدفون بإحكام”.
وعنوت المجلة عددها الأخير لشهر مايو الجاري بـ”فرنسا-الجزائر: التجارب النووية، السر الدفين”، ونقلت عبر تحقيق بمناسبة مرور ستين عاما على إجراء أول تجربة نووية بالجزائر في 13 فبراير 1960، شهادات لضحايا التفجيرات من صحراء الجزائر.
وقالت المجلة في مقدمة التحقيق إن فرنسا “ترفض منذ 60 سنة، تحمّل الآثار الصحية والبيئية للتجارب النووية في الصحراء، وشهادات الضحايات تكشف ما تعرضت له حياتهم بسبب مخلفات هذه التجارب”.
وذكرت أن فرنسا “انتهجت منذ بداية تجاربها النووية سياسة طمر جميع النفايات في الرمال ولم تكشف أبدا عن مكان طمر تلك النفايات ولا حتى كميتها”.
من جهة أخرى، انتقدت “لاكرونيك” ما جاء في تقرير المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا بخصوص التجارب النووية، فكتبت بلغة لاذعة “صفحة ونصف في تقرير من 160 صفحة بخصوص مصالحة الذاكرة، سلمه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الـ20 من يناير. تقرير المؤرخ بنيامين ستورا خصص مساحة صغيرة جدا لما خلفته التجارب النووية الفرنسية الـ17 من آثار على البيئة والصحة”.
وكشفت المجلة بأن ستورا، الذي تواصلت معه لاستطلاع رأيه في تحقيقها، لم يتجاوب معها في الموضوع.
وجاء في إحدى الشهادات التي نقلتها المجلة عن سيدة من منطقة الهُقار “كل شيء يموت هنا؛ الطيور والحشرات والنبات.. لم نكن نعلم لماذا تموت هذه الكائنات.. كنا نجد كلابا وثعالب ميتة ولا نعلم لماذا ماتت”.
وتطالب الجزائر فرنسا بالكشف عن مكان طمر النفايات النووية ونقلها إلى فرنسا وتطهير المنطقة التي أجرت فيها تجاربها، كما طالب ضحايا التفجيرات النووية فرنسا بتعويضهم، وهي المطالب التي لم تتجاوب معها فرنسا إلى اليوم.
كما يشكل هذا الملف واحد من “دعائم” ملفات الذاكرة، التي تطالب الجزائر فرنسا بمعالجتها، وعلى رأسها استرجاع الأرشيف والاعتراف والاعتذار عن الفترة الاستعمارية.
المصدر: أصوات مغاربية