قال مصدر دبلوماسي مصري إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حمل معه إلى القاهرة، مبادرة جزائرية، بشأن استئناف المفاوضات الخاصة بأزمة سد النهضة.
ولفت المصدر، في تصريحات خاصة لـ “العربي الجديد”، إلى أن تبون سعى خلال الزيارة لاستطلاع موقف القيادة المصرية من اضطلاع بلاده بدور وسيط في الأزمة بين مصر والسودان وإثيوبيا من أجل التوصل لحل يرضي كافة الأطراف، ويجنب البلدان الثلاثة التداعيات السلبية جراء استمرار الخلافات.
وعقد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والجزائري عبد المجيد تبون، عصر اليوم الثلاثاء بالعاصمة المصرية القاهرة، مؤتمرًا صحافيًا، أكدا خلاله على “توافق الرؤى بين البلدين، في ما يتعلق بالقضايا العربية والإقليمية”.
وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن “تقدير مصر البالغ للروابط التاريخية العميقة التي تجمعها مع الجزائر في ظل علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين، ووحدة مصيرهما وأهدافهما المشتركة”، مؤكدًا “توافق الجانبين على تطوير التعاون الثنائي بما يحقق التنمية الشاملة في البلدين”.
وقال السيسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقصر الاتحادية اليوم: “أجريت مباحثات مكثفة وبناءة مع الرئيس عبد المجيد تبون تم خلالها بحث العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”، مشيرًا إلى “استمرار التعاون مع الجزائر المكثف في مجال مكافحة الإرهاب”.
من جهته، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، إنه اتفق مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة توسيع التشاور تمهيدا للقمة العربية في الجزائر.
وأكد تبون، خلال المؤتمر، أن المحادثات بين الجانبين “خلصت إلى توافق تام في الرؤى ووجهات النظر، في القضايا العربية والإقليمية”، مضيفًا أن: “هناك أجندات خفية لا تخدم مصالحنا العربية المشتركة”.
وكان السيسي استقبل اليوم بقصر الاتحادية نظيره الجزائري، حيث أُجريت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن السيسي عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجزائري، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.
حيث أكد السيسي أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بين مصر والجزائر حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجي الراسخ بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربي والأفريقي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وكذا الاستعداد لعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة على مستوى رئيسي الوزراء بالبلدين في أقرب وقت، خاصةً أن الدورة الأخيرة كانت قد عقدت عام 2014 في القاهرة.
وشهدت المباحثات تبادل الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، تم التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين مصر والجزائر في إطار جهود مكافحة الإرهاب.
الملف الليبي
وقد تم في هذا الإطار التطرق إلى آخر تطورات الملف الليبي، إذ توافق الرئيسان على تكثيف تنسيق الرؤى والمواقف إزاء آليات حلحلة الأزمة الليبية، لاسيما مع حساسية الوقت الراهن، أخذاً في الاعتبار أهمية الاستمرار في دعم كافة الجهود الرامية لاستقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها والحفاظ على مؤسساتها الوطنية.
وتم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة العمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، خاصةً مع ما يمثله ذلك الأمر من تأثير مباشر على الأمن القومي المصري والجزائري، فضلاً عن الدفع نحو إنهاء المرحلة الانتقالية وعدم السماح بإفشال تطلعات الشعب الليبي الشقيق في هذا الصدد، من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وتم أيضاً تناول موضوع مياه النيل، وآخر المستجدات في ما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، حيث تم التوافق حول أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومتوازن وملزم حول ملء وتشغيل السد، بما يحقق مصالح الدول الثلاث، ويحافظ على الاستقرار الإقليمي، مع التأكيد على ضرورة إبراز حسن النية والإرادة السياسية اللازمة من كافة الأطراف في المفاوضات.
كما تم التباحث بشأن مستجدات القضية الفلسطينية، إذ ثمن رئيس الجزائر الجهود المصرية في هذا الإطار، خاصةً ما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بينما أكد السيد الرئيس أن جهود مصر تنبع من مسؤولية مصر الإقليمية والتاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وتم التوافق بين الرئيسين على أهمية الانخراط في مسار التسوية السياسية للوصول إلى حل عادل شامل ودائم للقضية وفقاً للمرجعيات الدولية.
المصدر: وكالات