أكدت مجموعة العمل المعنية بحقوق الإنسان الخاصة بليبيا، المنبثقة عن عملية برلين، اليوم السبت، أن الاشتباكات المسلحة في طرابلس تعكس الفشل في حماية المدنيين واحترام حرياتهم الأساسية، معبّرة عن القلق الخاص إزاء التقارير التي تفيد باستخدام الجهات الأمنية الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين في العاصمة.
وتضم قائمة الرؤساء المشاركين لمجموعة العمل المعنية بالقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، التابعة لعملية برلين، كلاً من هولندا وسويسرا وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وأعربت المجموعة، في بيان مشترك، عن قلقها إزاء التصعيد الأخير للعنف في طرابلس، والذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وإلحاق أضرار بالمنازل والبنى التحتية المحمية، وأدى إلى قمع عنيف للمتظاهرين.
حماية المدنيين والممتلكات
وأضاف البيان أن قتل وإصابة المدنيين خلال القتال في المناطق المكتظة بالسكان في طرابلس، يمثل فشلاً واضحًا من قبل جميع الأطراف في الالتزام بواجباتهم بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين في جميع الأوقات.
كما اعتبرت المجموعة أن القصف وإطلاق النار الذي أصاب المنازل في الأحياء السكنية وألحق أضرارًا بالمستشفيات، يسلط الضوء أيضًا على تأثير الاشتباكات على البنية التحتية المدنية.
وشدد الرؤساء المشاركون على جميع الأطراف ضرورة اتخاذ تدابير لحماية المدنيين والممتلكات العامة، مع منح المستشفيات حماية خاصة.
وأشاروا إلى القلق الخاص إزاء التقارير التي تفيد باستخدام الجهات الأمنية الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين، وذلك عندما خرج المئات إلى شوارع طرابلس مطالبين بالتغيير السياسي وانسحاب الجماعات المسلحة من المدينة.
حرية التعبير والتجمع السلمي
وأكدوا ضرورة ضمان حقوق جميع الليبيين في حرية التعبير والتجمع السلمي دون خوف من الانتقام، داعين السُلطات إلى إجراء تحقيقات مستقلة في القمع العنيف ومحاسبة الجناة.
وأضافوا أن البيئة التي تحمي الفضاء المدني ضرورية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، فهي تمكّن من المشاركة السياسية الشاملة، وستعمل على دفع الانتقال السياسي في ليبيا على أساس الحوار الحر والمفتوح.
ولفت البيان إلى وجود تقارير تفيد بسيطرة جهات مسلحة على مرافق الاحتجاز، داعيًا إلى حماية حقوق المحتجزين ومعاملتهم بإنسانية، والحفاظ على جميع الأدلة لجهود المساءلة الوطنية والدولية، بما في ذلك السجلات الموجودة في مواقع الاحتجاز، مضيفًا أن تحقيق العدالة للضحايا والناجين وعائلاتهم يجب أن يكون أولوية مشتركة.