تثير قصة تحقيق سباح تونسي يبلغ من العمر 70 عاما “إنجازا تاريخيا”، جدلا كبيرا في الداخل التونسي وخارجه، بزعم أنه قطع مسافة تزيد عن 150 كيلومترا سباحة من سواحل إيطاليا إلى تونس.
فقبل أيام تداولت وسائل إعلام تونسية وعربية تقارير عن كسر السباح نجيب بلهادي لرقم قياسي جديد، ودخوله موسوعة غينيس بتحقيقه لوقت قدره 64 ساعة من السباحة المتواصلة في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وقال السباح الذي كان في انتظاره العشرات من ممثلي الصحافة على الشاطئ التونسي، إنه قطع مسافة تجاوزت 150 كيلومترا، حيث انطلق من بانتيليريا الإيطالية ليصل إلى ساحل ياسمين الحمامات بتونس.
ومع الضجة الإعلامية المصاحبة للحدث و”الإشادة بما قدمه” نجيب بلهادي، شكك آخرون ومن بينهم محترفون للسباحة في مدى صحة الخبر.
وأعاد السباح الأولمبي التونسي أسامة الملولي مشاركة منشور لوزارة الشباب والرياضة، التي أشادت بانجاز بلهادي قبل أن تقوم بحذفه، وعلق الملولي على المنشور قائلا: ” أكبر كذبة في تاريخ الرياضة التونسية ووصمة عار على السباحة التونسية”.
وأضاف البطل الحاصل على 3 ميداليات أولمبية قائلا: ” المهزلة الأكبر من هذا أن بوابة الوزارة تعترف بالمهزلة هذه، وتشجع السلوكيات هذه وتفتح مجالا إعلاميا هاما لتضليل الرأي العام”.
كما قال الملولي في تصريح لقناة إعلامية تونسية إن إنجاز السباح نجيب الهادي مشبوه، وأضاف السباح الفائز بذهبية أولمبياد بكين عام 2008 قائلا: “إن أول تقييم للرياضي يكون من الناحية الفيزيولوجية، ومن الواضح أن بلهادي لا يحقق الشروط الفيزيولوجية المناسبة”.
كما ذكر الملقب بقرش المتوسط أن هذا الإنجاز “سيناريو لم يتقن إخراجه”، و قال :”أنا استحي القول أنني أستطيع السباحة لثلاثين أو أربعين ساعة.. فمابالك بستين ساعة”.
وزاد عدد المشكيكن أكثر بعد تداول تصريحات لبلهادي الذي ذكر لوسائل إعلام محلية أن البحر “أعطاه فرصة لتحقيق الإنجاز”، حيث قال: “إن تناغما بين البحار الهائجة والهادئة دفعتني نحو تونس وكأنني فوق حصان”.
ومع حملة التشكيك الواسعة أعلنت وزارة الشباب والرياضة التونسية عن فتحها لتحقيق في الحادثة، بعدما كانت قد أشادت بالإنجاز على صفحتها الرسمية في الفيسبوك.
وكتبت الوزارة “تبعا للتشكيك الذي يحوم حول صحة المعطيات المتعلقة بالرهان الجديد سباحة حرة، الذي خاضه السباح التونسي نجيب بلهادي من عدمه، ستتولى مصالح وزارة الشباب والرياضة التثبت والتدقيق في كل التفاصيل والمعطيات لدى الجهات المعنية”.
euronews