أطلقت السلطات الصحية في محافظة صفاقس جنوب تونس، صيحة فزع إثر تكدّس جثث نحو 200 مهاجر غير شرعي في قسم حفظ الموتى بالمستشفى الحكومي المحلي، في انتظار إيجاد حلول لدفنها، وسط مخاوف من أزمة صحية.
وخلال الأيام الماضية، عثرت السلطات المختصة على عشرات جثث مهاجرين من دول الساحل والصحراء أغلبها متحللة ومتعفنة ومجهولة الهوية، بعدما لفظتها أمواج البحر على شواطئ صفاقس، كما انتشل خفر السواحل منذ نهاية الأسبوع المنقضي ما لا يقلّ عن 70 جثّة بعدما غرقت مراكبهم في عرض البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، وهي أعداد تفوق طاقة استيعاب أقسام حفظ الموتى بالمستشفيات المحلية.
ويرّجح أن ترتفع أعداد الجثث خلال الساعات والأيام القادمة مع ارتفاع وتنامي موجات الهجرة في هذه الفترة من العام التي تتميز باستقرار درجات الحرارة وهدوء البحر وازدياد حوادث الغرق، ما من شأنه أن يشكلّ كابوسا للسلطات التونسية، التي تواجه صعوبة في إيجاد أماكن لدفن المهاجرين وتحديد هوياتهم.
وفي ظلّ هذا الوضع، أعلنت السلطات الجهوية بمحافظة صفاقس أنها وصلت إلى مرحلة من “الإنهاك”، مع استمرار الجهود في عملية انتشال جثث المهاجرين ونقلها وحفظها والتكفل بها في انتظار دفنها.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الجثث التي تم دفنها في مقابر محافظة صفاقس منذ السنة الماضية تجاوز 800 جثة مهاجر من جنسيات مختلفة من دول الساحل والصحراء.
وفي 12 أبريل، أعلن الحرس الوطني التونسي انتشال 10 جثث لمهاجرين غير شرعيين بعدما غرق مركبهم قبالة سواحل محافظة صفاقس (وسط شرق) خلال محاولة عبور البحر المتوسط نحو السواحل الإيطالية.
وأصبحت سواحل تونس، التي تبعد بعضها نحو 150 كيلومتراً عن لمبيدوسا الإيطالية، نقطة انطلاق للمهاجرين غير الشرعيين الحالمين بالوصول إلى أوروبا هرباً من الفقر والصراعات في بلدانهم.
العربية