تعاني صناعة السينما في ولاية كيرالا الهندية، المعروفة باسم “موليوود”، من سلسلة طويلة من الاتهامات المتعلقة بالعنف الجنسي والتحرش. تأتي هذه الاتهامات بعد نشر تقرير رسمي كشف عن انتشار هذه الممارسات، مما أثار ضجة كبيرة في الأوساط الفنية والإعلامية.
حادثة سريليخا ميترا
تفاصيل الحادثة
تستذكر الممثلة الهندية سريليخا ميترا حادثة تعرضت لها في عام 2009، عندما تحصنت داخل غرفتها في الفندق هرباً من تحرش مخرج مرموق. تصف ميترا ما حدث بأنها شعرت بالرعب، حيث كانت نوايا المخرج واضحة تماماً.
التحدث علناً
لم تخبر ميترا سوى صديق مقرب بالحادثة طوال هذه السنوات. لكن نشر تقرير لجنة هيما شجعها على التحدث علناً وتقديم شكوى، مما يعكس تأثير التقرير في تحريك المياه الراكدة في هذا المجال.
تقرير لجنة هيما
نتائج التحقيق
في 19 غشت، كشفت نتائج التحقيق عن ممارسات واسعة النطاق مرتبطة بالعنف الجنسي والتحرش في صناعة السينما المحلية. توصل التقرير إلى أن مجموعة صغيرة من الرجال، من منتجين أو مخرجين أو ممثلين، يرتكبون هذه الانتهاكات.
توصيات اللجنة
أوصت اللجنة بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتورطين في هذه الممارسات، مشيرة إلى نظام يفرضه نافذون في القطاع يصل إلى حد تهديد الضحايا وعائلاتهم بالقتل في حال بلّغوا عن الانتهاكات.
ردود الفعل
وصف التقرير بالثورة
وصفت الممثلة بارفاثي ثيروفوثو التقرير بأنه “ثورة”، مشيرة إلى أن الموجة التي أحدثها التقرير لها أثر مغاير، إذ تتجاوز بعض الحالات الفردية لتستهدف منظومة أضرت بالنساء.
تأثير حركة “مي تو”
ليست اتهامات العنف الجنسي بجديدة في السينما الهندية. ففي أعقاب حركة “مي تو” التي انطلقت عام 2017 في الولايات المتحدة، تكشفت بعض الحالات المشابهة في بوليوود. لكن تقرير هيما أحدث تأثيراً أكبر في كيرالا.
التغييرات في الصناعة
استقالات وتحقيقات
منذ نشر التقرير، واجه العديد من الممثلين اتهامات، وتم حل جمعية فناني السينما المالايالامية بعد استقالة رئيسها الذي طالته اتهامات أيضاً. كما ترك رانجيث بالاكريشنان رئاسة أكاديمية السينما المحلية وفتحت الشرطة تحقيقاً ضده.
نهاية عصر الصمت
ترى بارفاثي ثيروفوثو أن عصر الصمت انتهى، مشجعة النساء على رفع أصواتهن والمطالبة بحقوقهن في هذه الصناعة. تؤكد أن للنساء مكانهن في السينما، وعليهن التجرؤ على التحدث علناً ضد الانتهاكات.
تشهد صناعة السينما في كيرالا تحولاً كبيراً في مواجهة العنف الجنسي والتحرش، مما يعكس التزام المجتمع الفني بتحقيق العدالة والمساواة. تبقى هذه الجهود مفتوحة على آفاق جديدة، مما يعزز من فرص تحقيق بيئة عمل آمنة ومحترمة للجميع.