اعترفت صحيفة لوموند الفرنسية، في عدد الأمس، أن الجزائر قادرة على العودة كقوة إقليمية في منطقة الساحل الإفريقي بعد انسحاب القوات الفرنسية بالمنطقة. واستدلت لوموند بالإمكانيات التي تملكها الجزائر وعودة نشاطها الدبلوماسي وكذا الخطابات والرسائل الرافضة لأي تدخل أجنبي، التي يبعث بها الرئيس عبد المجيد تبون في كل مناسبة.
وقالت الصحيفة المقربة من دوائر صنع القرار الفرنسي بعنوان “الجزائر تستعيد دورها كقوة إقليمية” إنه بعد قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسحب القوات العسكرية الفرنسية من منطقة الساحل وفك ارتباطها العسكري بالمنطقة وانتهاء عملة “برخان” فإن الجزائر قادرة ولها كامل الإمكانيات اللازمة للعودة كقوة إقليمية في منطقة الساحل، مستدلة بهذا الخصوص بقوة المؤسسات الجزائرية وعودة نشاطها الدبلوماسي في الساحة الدولية والإقليمية ولا سيما ما تعلق بحلحة أزمات المنطقة ودول الجوار، على غرار أزمة مالي وليبيا. ولم تذكر الصحيفة في هذا السياق التحرك الكبير للجزائر لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة في مختلف المحافل الدولية، أهمها منظمة الأمم المتحدة.
كما استدلت الصحيفة بقدرة الجزائر على العودة كقوة إقليمية في منطقة الساحل الإفريقي التي استغلتها فرنسا لعقود من الزمن كحقل تجارب لقواتها العسكرية واستغلال ثرواتها بالمجان، بخطابات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ورسائلها الواضحة للمجتمع الدولي. وذكرت بهذا الخصوص تصريحات الرئيس تبون قبل 8 أشهر وكذا تصريحاته الأخيرة لقناة الجزيرة، وخصت بالذكر عبارة على لسان الرئيس تبون بأن الجزائر “لن تقبل أبدا أن تكون عاصمة دولة مغاربية وإفريقية محتلة من قبل المرتزقة ولن نجلس مكتوفي الأيدي وقد وصلت الرسالة إلى المعنيين”. وأكدت ذات الجريدة أن هذه التصريحات تعكس بكل وضوح رغبة الجزائر في إعادة صوتها إلى المشهد الإقليمي، كما أوضحت الجريدة في نفس السياق أن عودة الجزائر كقوة إقليمية تحد يفرض نفسه خاصة في منطقة الساحل الإفريقي لما له من أهمية في حماية استقرار هذه المنطقة ما يعني حماية استقرار الجزائر ومصالحها الاستراتيجية، مشيرة في آخر المقال إلى أن رغبة الجزائر في لعب دورها كاملا في منطقة الساحل هو سياسي أكثر منه عسكري ويهدف أيضا إلى وقف طموح قوى استعمارية بالمنطقة ترفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية والاعتراف بسيادة دول جارة وصديقة.
الموعد اليومي