في واقعة صادمة، استغلت صحيفة “الكونفيدينشيال” الإسبانية- الحرائق التي تعرضت لها خلال اليومين الماضيين وراح ضحيتها ما يزيد عن 38 قتيلاً؛ لتحقيق مكاسب سياسية وصلت حد الشماتة.
وفي هذا السياق، قالت الصحيفة في تقرير لها عن الحرائق التي تم السيطرة عليها في “الطارف”: إن الجزائر فضلت دفع ثمن باهض وصل لأكثر من ثلاثين قتيلاً وعشرات الجرحى، في الحرائق الأخيرة، على قبول المساعدة الإسبانية في إطفاء الحرائق؛ بسبب الخلاف الدبلوماسي.
الجزائر فضلت طائرة روسية
وفي شماتة واضحة مما حدث، قالت الصحيفة: إن الجزائر ألغت صفقة مع شركة إسبانية متخصصة في مكافحة الحرائق كانت ستزودها بطائرات متخصصة، وفضّلت بدلاً من ذلك طائرة روسية سبق لها أن تحطمت.!
وأشارت الصحيفة إلى أنه في 12 أغسطس/آب من العام الماضي، عندما اندلعت الحرائق في الغابات الجزائرية، حرص الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، على الإعلان شخصياً عن وصول طائرتين إسبانيتين إلى بلاده لمكافحة الحرائق من شركة “بليسا”.
وزعمت الصحيفة أن السلطات الجزائرية كانت راضية جداً عن أداء أسطول بليسا، لدرجة أن سفير الجزائر آنذاك في مدريد أراد استقبال مديري الشركة؛ لشكرهم على عملهم في إنقاذ الأرواح.
تغير الموقف بعد احياز مدريد للمغرب بقضية الصحراء
وواصلت الصحيفة تقريرها قائلة إنه “مع تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء الغربية تغير كل شيء، بعد أن انحاز رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في مارس الماضي إلى المغرب في النزاع، وفرضت الجزائر عقوبات على إسبانيا، وكان من بين الشركات الإسبانية التي طالتها العقوبات الجزائرية شركة “بليسا”، وألغى الجزائريون صفقة طائرات مكافحة الحرائق.”
وفي تشفٍّ واضح بما حدث، قالت الصحيفة: إن الجزائر قررت الوثوق بطائرة Beriev B-200، التي تصنعها شركة روسية، وهي طائرة نفاثة روسية ذات سعة تحميل كبيرة، ولكنها أبطأ في تدخلاتها، وسبق أن تحطمت في 2021.
ولفتت إلى أن الطائرة الروسية فشلت في إفراغ المياه على النيران، والتزمت الحماية المدنية الجزائرية الصمت حيال ذلك، رغم أنها سبق أن نشرت في مناسبات أخرى مقاطع فيديو لتدخلاتها في مكافحة الحرائق.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أوروبية، قولها إنه على الرغم من الحادث الذي وقع في تركيا، إلا أن الجزائر- التي تعد ثالث أكبر مستورد للأسلحة الروسية في العالم- ما تزال ترغب في شراء منتجات “مصنوعة في روسيا”، في وقت تؤخر الحرب في أوكرانيا تسليم طلبيات الصناعة الروسية.
محلل سياسي جزائري يتهم الصحيفة بمحاولة شيطنة الجزائر
وفي تعليقه على تقرير الصحيفة، اعتبر المحلل الجزائري، حكيم بوغرارة، إن تحليل الصحيفة الإسبانية يندرج ضمن “التحاليل الإعلامية المحسوبة أو القريبة من الحزب الاشتراكي، والمحسوبة على رئيس الوزراء بيدرو سانتشيز، وتحاول شيطنة الجزائر، لتحسين صورة الاشتراكيين الإسبان أمام الرأي العام الإسباني”.
وأكد في حديث لموقع “الحرة” على أن “لكل دولة سيادة في التعامل مع ظروفها، وما يتماشى مع خصوصياتها، ولا يجب استغلال أوضاع يجب التعامل معها إنسانياً بعيداً عن الخلافات السياسية، ولا التسويق لها لتحقيق مكاسب”، بحسب تعبيره.
وأوضح “بوغرارة” أن “الطائرة الروسية تم استئجارها منذ شهرين وأخمدت الكثير من النيران والحرائق، وأصيبت بعطب مثلما كشفت السلطات، في انتظار تسلم 4 طائرات روسية، الأولى في شهر ديسمبر المقبل”.
وكانت الحماية المدنية الجزائرية، قد أعلنت الجمعة، السيطرة على غالبية الحرائق التي اجتاحت منذ يومين مناطق حرجية وحضرية في شمال شرق البلاد، مودية بـ38 شخصاً على الأقلّ، بالرغم من اندلاع حرائق جديدة في منطقة الطارف بالقرب من الحدود مع تونس.