في تطور خطير يهدد وحدة الأراضي الجزائرية، تبنت حركة مجهولة استهداف جنود الجيش الجزائري في مناطق حدودية مع مالي، زاعمة أنها تنتمي لقبائل الطوارق، ولها علاقات بحركة انفصالية للطوارق بشمال مالي.
ووفق تقديرات خبراء من الجزائر ومالي تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” بالهجوم وربطه بحركة أزوادية في مالي يهدف لنسف دور الجزائر في رعاية اتفاق السلام بين حكومة مالي والحركة الوطنية لتحرير أزواد، ما يساهم في تنشيط العمليات الانفصالية في المنطقة،
وشهد الشريط الحدودي بمنطقة تيمياوين، بالقطاع العملياتي برج باجي مختار بإقليم الناحية العسكرية السادسة التابعة للجيش الجزائري، اشتباكات الأحد، مع مجموعة إرهابيين أدت لمقتل ثلاثة عسكريين، وفقا لوزارة الدفاع.
الهجوم تبنته حركة “جبهة تحرير جنوب الجزائر”، وهي حركة مجهولة تزعم أن هدفها تحرير جنوب الجزائر الذي ينتشر فيه الطوارق، لإقامة دولة الطوارق.
وفي وقت سابق تحدثت وسائل إعلام جزائرية، عن التحاق عشرات الشباب من الطوارق في منطقة برج باجي مختار وتمنراست، بجبهة تحرير الأزواد وحركة أنصار الدين للتدريب والاستعداد للحرب المرتقبة.
وأوضحت صحيفة “الشروق”، أن شباب الطوارق القادرين على القتال من “برج باجي مختار” بولاية أدرار والواقعة بالنقطة الحدودية مع مالي، توجهوا إلى شمال مالي يقصدون حركة تحرير الأزواد التي تستوعب الطوارق ذوي الاتجاه العلماني.
طوارق الجزائر
الطوارق من الأمازيغ يقطنون في مساحة شاسعة من الصحراء الإفريقية تمتد من موريتانيا غربا إلى تشاد شرقا وتشمل الجزائر وليبيا والنيجر وبوركينا فاسو ومالي.
وفي صحراء الجزائر يعرفون بـ”الرجال الزرق”، نسبة للباسهم الأزرق الذي يميزهم عن باقي القبائل الأمازيغية.
وينتشر الطوارق بالجزائر في “ورقلة أدبداب أيناميناس- اليظي- غانت- تمنغست- ادرار-رقان- برج باجي مختار- تيمياوين- تنظواتن- أينقزام”، ويقدر عددهم بين ثلاثة وأربعة مليون نسمة وفقا لتقارير صحفية.
نفي أزوادي
من جانبها، نفت الحركات الأزوادية في مالي أي علاقة لها بالتنظيم المسلح الذي تبنى الهجوم، معتبرة أن ربطها به هدفه تشويه صورتها.
وقال الحركة الوطنية لتحرير أزواد (MNLA) في مالي إنها منذ إنشائها لم تفكر في التدخل في أجندات أخرى غير مسألة أزواد، شمال مالي.
ويقول الإعلامي الأزوادي والعضو المؤسس في الحركة الوطنية لتحرير أزواد “بكاي اغ حمد” إنه ليس على أجندة الحركة مطامع خارجية أو التدخل في شؤون دول الجوار، وسياستها هي السعي لتقرير المصير للشعب الأزوادي.
وبحسب “بكاي أغ حمد”، تكونت الحركة الوطنية الأزوادية في تنبكتو بمالي 2010 للنضال السلمي، ولكن بعد ما وصفه بتعنت الحكومة المالية والزج بمناضلين في السجون، تحولت إلى الكفاح المسلح في 2012، وأعلنت بعد ثلاثة أشهر من المعارك تحرير كامل التراب الوطني الأزوادي، أي إقليم أزواد شمال مالي.
ويقول الصحفي الأزوادي المالي حسين أغ عيسي إن البيان الذي تم تداوله حول هجوم ” تيمياوين” مجهول المصدر لشيطنة الحركات المسلحة في شمال مالي لدى السلطات الجزائرية، نظرا لدور الجزائر في عملية السلم في شمال مالي، والمفاوضات بين الحكومة المالية والحركات الأزوادية.
ولعبت الجزائر دورا مهما في اتفاق المصالحة والسلام الموقع في 2015 بين الحكومة المالية والحركات الأزوادية.
ويتفق الأكاديمي الجزائري عبد السلام فيلالي في أن البيان يبدو “فبركة مخابراتية، من أعداء الجزائر.
وأضاف أن الهجوم لن يؤثر على علاقة الجزائر بالحركات الأزوادية نظرا لدور الجزائر في رعاية اتفاق السلام.
عمق إستراتيجي
وتمثل مالي عمقا استراتيجيا للجزائر، حيث يبلغ طول الحدود بين البلدين 1376 كم، وهي قريبة من مواقع نفطية جنوب الجزائر، وتشهد هذه المنطقة في السنوات الأخيرة حالة استنفار أمني من جانب الجزائر، بسبب النشاط المتزايد للجماعات الإرهابية المتمركزة في الشمال المالي والهجرة الغير شرعية.
ولبعض الجماعات الأمازيغية المتطرفة مشروعات انفصالية، منها حركة استقلال القبائل “ماك” التي أدرجها المجلس الأعلى للأمن الجزائري في 2021 على قوائم الإرهاب.
و”ماك” تأسست 2001 على يد فرحات مهني في أعقاب الذكرى الـ 34 لما يُسمى بـ “الربيع الأمازيغي”.
سكاي نيوز