هناك دلائل متزايدة على أن إدارة بايدن تتحرك للضغط على المغرب للخضوع للتوجيهات والخطابات الأمريكية المؤيدة لإسرائيل وسط الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة.
في العلاقات الدولية، كل كلمة، كل بيان، كل صورة تحمل معنى سياسياً كبيراً ينبغي أخذه بعين الاعتبار عند تقييم عواقبه وتداعياته. وقد تم تذكير صانعي السياسات والمراقبين الذين يتعاملون مع مسألة الصحراء الغربية مؤخرًا بشكل مؤثر بهذا المبدأ الأساسي في أعقاب الزيارتين اللتين قامت بهما إليزابيث أوبين، سفيرة الولايات المتحدة في الجزائر، إلى مخيمات البوليساريو في تندوف بالجزائر. والخلاصة من هذه الزيارات المفاجئة للدبلوماسي الأمريكي هي أن إدارة بايدن لن تتورع عن استخدام نزاع الصحراء الغربية للضغط على المغرب إذا قرر الأخير تبني مواقف لا تتماشى مع المصالح الأمريكية – خاصة فيما يتعلق بإسرائيل. وقد يقلل البعض من الأهمية السياسية لزيارات السفير الأمريكي إلى معقل الجماعة الانفصالية المدعومة من الجزائر. وربما يشيرون إلى أن الرحلات المفاجئة التي قام بها السفير أوبين كانت تهدف في الأساس إلى ضمان وصول المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للاجئين الصحراويين المنكوبين في مخيمات تندوف إلى وجهتها المقصودة والمساهمة في تحسين الوضع الاجتماعي والصحي في المخيمات التي تديرها البوليساريو في أعقاب الحرب. ويدعو أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان المخيمات.