عشاق باختلاف ألوانهم وأعراقهم وأديانهم ومذاهبهم، جاؤوا من كل بلد رغم كل ما نعانيه من أزمات، قصدوا باباً من أبواب الرحمة في التقرب إلى الله عز وجل، تحدوا كل الصعاب وأزالوا كل الخلافات، واجتمعوا بقلب واحد وبنداء واحد (لبيك يا حسين)، يا ابن رسول الله يا ابن فاطمة الزهراء.
إن زيارة الإمام الحسين(ع) في يوم الأربعين انتقلت من حدث محلي مذهبي إلى حدث عالمي إسلامي ومناسبة للتسامح والتقارب بين الشعوب في جميع أنحاء المعمورة، وهي مناسبة لتوحيد الرؤيا الاسلامية والخطاب الإسلامي المعتدل، ومناسبة لجميع المذاهب الاسلامية المعتدلة في التوعية للأفكار، إن زيارة الأربعين مناسبة للتشجيع على ممارسة البذل والعطاء الإنساني والعمل الطوعي في نفوس أبناء المجتمع والشباب، فعندما نرى تلك المبادرات في خدمة الزائرين، ندرك تماما ان مدرسة كربلاء هي مدرسة الوحدة الإسلامية، هي النهضة لتوحيد الصفوف في مواجهة اعداء الإنسانية، هي مدرسة نقاء القلوب والنفوس.
أكبر تجمع بشري بكل الطوائف والمذاهب والقوميات والاعراق يتجسد في أرض البطولة وأرض الشهداء وأرض الدماء الزكية، ملايين تسير في هذا الموكب قادمين من جميع أنحاء العالم، يمشون في طريق واحد، هذا المشهد هو رسالة لكل العالم يثبت معنى الوحدة ومعنى الولاء ومعنى الإنسانية.
رغم كل المخاطر والتهديدات الإرهابية، نرى أن الشجاعة الحسينية ملأت قلوب هؤلاء العاشقين، نرى الحماس والاندفاع نحو مرقد سيد الشهداء (ع)، هذا الواقع هو أبرز الانعكاسات الإيجابية، وهذا هو السد المنيع لكل حرب ومؤامرة أرادت تشتيت المسلمين وتمزيق كلمتهم.