منذ قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو/تموز الماضي، بدأت حرب ضروس ضد الإرهاب لاجتثاثه من جذوره بعد أن تفشى في عشرية حكم الإخوان.
وخلال 24 ساعة فقط، ألقت قوات الأمن التونسية القبض على خليتين إرهابيتين، الأولى تتكون من 6 عناصر إرهابية بمحافظة تطاوين الجنوبية، والثانية تتكون من 4 إرهابيين بمحافظة القيروان وسط البلاد.
والخلية الثانية “كانت تعتزم تنفيذ عمليات إرهابية واستهداف مقرات أمنية في البلاد”.
كما ضبط مبلغ مالي بقيمة 65 ألف دينار تونسي، و3 سيارات دون لوحات كانوا ينوون التحرك بها لتنفيذ مخططاتهم.
وكان بين الموقوفين “عسكري شاب تم عزله سابقا من وزارة الدفاع التونسية بسبب تفكيره المتطرف، إضافة لأستاذ جامعي كان يدرّس بالخارج، فيما الآخران يعملان في تجارة المواد الكهربائية والمنزلية”.
وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي بمحافظة تطاوين جنوبي البلاد.
وقالت الوزارة، في بيان تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه، إن قوات الأمن تمكنت من الكشف عن خليّة إرهابيّة يُطلقُ عليها اسم “الموحّدون” تضمّ 6 إرهابيين وتنشط بمحافظة تطاوين.
وأشار إلى أن الخلية يتزعّمها عنصر تكفيري غير معروف أمنيا، وتولّت عناصرها مبايعة زعيم ما يُسمّى تنظيم “داعش” الإرهابي، وتعمّدوا استقطاب مجموعة من الشُبّان ينتمون إلى نفس المنطقة لتبنّي الفكر التكفيري، كما خطّطوا لصناعة مواد مُتفجّرة وسُمُوم لاستغلالها في القيام بعمليّات نوعيّة.
ومنذ أسبوعين، تمكنت الوحدات الأمنية بمحافظة جندوبة شمال غربي البلاد من الإطاحة بخلية إرهابية تتكون من 11 تكفيريا بصدد التحضير لارتكاب عملية إرهابية ضد أعوان الأمن.
كما كشفت الداخلية التونسية منذ شهر أنها أحبطت “عملية إرهابية” خططت لها امرأة تلقت تدريبات في سوريا، وكانت تخطط لاستهداف مناطق سياحية بحزام ناسف.
تحت السيطرة
والسبت الماضي، أفاد وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين خلال إشرافه على الاجتماع الدوري للولاة، بأنّ الأوضاع الأمنية طيّبة.
وأكد أنّ المسألة الخاصة بالإرهاب تحت السيطرة، والعمل جارٍ على الحد من استقطاب عناصر جديدة، وأعلن فتح العديد من التحقيقات العدلية في جرائم وموضوعات هامة.
وأكّد أنّ وزارة الداخلية التونسية تعمل في صمت وسط نجاحات أمنية تاريخية، مشيرا إلى أنّ غايتها إرساء الأمن للمواطنين.
إرهاب وذئاب منفردة
وقال خالد الحلواني الخبير الأمني التونسي، إن القبض على الخلايا الإرهابية التي تعدت 15 خلية منذ إجراءات 25 يوليو/تموز، من شأنه أن يثبت أن الرئيس قيس سعيد ووزير داخليته، يعملان من أجل اجتثاث الإرهاب الذي زرعه الإخوان طيلة عشرية حكمهم لتفكيك الدولة من الداخل.
وتابع في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن الإخوان وأذرعهم العنيفة لن تبقى ساكنة تجاه ما يحدث من تغيرات، بعد عشرية من بسط النفوذ والسلطة ونهب المال العام، لذلك تقوم بتحريك خلاياها الإرهابية لتعكير صفو النظام في البلاد وتهديد السلم الأهلي.
وأضاف “لا ننسى الذئاب المنفردة التي لبت نداءات الإخوان، خاصة بعد أن صرح راشد الغنوشي خلال تأبينه لعضو بمجلس شوراه، حين وصف قوات الأمن بالطواغيت، وبدأت تتحرك هذه الذئاب حيث تم إلقاء القبض منذ شهر على إرهابية عائدة من سوريا كانت تخطط لاستهداف مناطق سياحية بحزام ناسف”.
وأكد أن قوات الأمن والجيش التونسيين يعملان بجد دون استكانة من أجل استتباب الأمن في البلاد، خاصة بعد أن تم تغيير القيادات العليا في وزارة الداخلية وعزل أغلبهم بسبب تورطهم مع الجهاز السري لحركة النهضة الإخوانية.
العين الاخبارية