تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام الماضية بكثرة صورة زعم ناشروها بأنها توثق نصب الجزائر لمنظومة صواريخ مدمرة في تندوف.
ووفقا لما تم تداوله، فقد زعم ناشروا الصورة بدء الجيش الجزائري بنصب صواريخ في جنوب غرب الجزائر، فيما يوحي بأنه ردّ على إعلان المغرب وإسرائيل تعزيز تعاونهما العسكريّ خاصة بعد زيارة أفيف كوخافي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي للرباط.
حقيقة الصورة
من جانبها، كشفت وكالة الأنباء الفرنسية عبر خدمتها لتقصي الحقائق، بأن الصورة في الحقيقة ملتقطة في أوزبكستان قبل سنوات، ولا شأن لها بالجزائر.
وبحسب ما أكده صحفيو وكالة فرانس برس، ظهرت هذه الصورة مع هذا الادّعاء في الثالث والعشرين من تموز/يوليو الجاري.
سبب تداول الصورة
أكدت الوكالة أن تداول الصورة جاء بعد أيام من إعلان المغرب وإسرائيل تعزيز تعاونهما العسكري في محادثات جرت في الرّباط بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي وعدد من كبار المسؤولين.
حقيقة الصورة
وأكدت الوكالة أن الصورة لا علاقة لها بالجزائر، حيث أرشد التفتيش عنها على محرّكات البحث أولاً إلى موقع عربيّ معنيّ بالأسلحة والترسانات.
ووفقاً لهذا الموقع، تُظهر الصورة أسلحة دفاع جوّي لجيش أوزبكستان نشرتها وزارة الدفاع في ذاك البلد الواقع في آسيا الوسطى.
ويمكن العثور في الموقع على رابط من قناة تحمل اسم وزارة الدفاع الأوزبكستانيّة على يوتيوب ويتابعها عشرات آلاف الأشخاص.
وهذا الفيديو منشور في العام 2019، ما يدحض أيضاً أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة، وهو يظهر تدريبات لجيش أوزبكستان.
تسارع عملية التطبيع بين المغرب وإسرائيل
وتسارعت وتيرة التقارب بين المغرب وإسرائيل منذ التطبيع الدبلوماسي الذي تمّ بينهما في كانون الأول/ديسمبر 2020 في إطار اتفاقات أبراهام التي أبرمت بين إسرائيل ودول عربية عدّة، بدعم من واشنطن.
وتحظى هذه الشراكة الاستراتيجية والعسكرية بمباركة واشنطن لكنّها تثير قلق الجزائر التي لا تقيم أي علاقات مع إسرائيل وتُعدّ من الداعمين للقضيّة الفلسطينيّة، والداعمة أيضاً لجبهة بوليساريو المطالبة باستفتاء لتقرير مصير الصحراء الغربية بشأن استقلالها عن المغرب.
وطبّع المغرب علاقته بالدولة العبرية مقابل اعتراف الولايات المتحدة بـ”مغربية” الصحراء الغربية، الإقليم المتنازع عليه والذي يُعتبر “القضية الوطنية الأولى” في المملكة.
ويسيطر المغرب على نحو 80 بالمئة من الصحراء الغربية وهو يقترح التفاوض مع البوليساريو على منح الإقليم حكماً ذاتياً تحت سيادة الرباط ويشترط حضور الجزائر هذه المفاوضات باعتبارها “طرفاً في النزاع”.