أعربت وزير الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة نجلاء المنقوش، على استعداد الجانب الليبي لمنح الأولوية في الدعم لتونس.
جاء ذلك بعد استقبال كل من رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ورئيس الحكومة الموقتة، عبد الحميد الدبيبة، والمنقوش ووزراء التجارة والطاقة والمناجم، وفدًا حكوميًا تونسيًا يضم كلًا من وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية نائلة نويرة القنجي، ووزيرة التجارة، وتنمية الصادرات فضيلة الرابحي بن حمزة، ووزير النقل ربيع المجيدي، الرئيسة المديرة العامة للشركة التونسية لصناعات التكرير، فاختة المحواشي، وفق ما أفاد بيان لوزارة الصناعة التونسية مساء الجمعة.
وجاء الاتفاق لإرساء شراكة اقتصادية بين تونس وليبيا في مختلف المجالات بعد زيارة وفد حكومي تونسي رفيع المستوى يومي الأربعاء والخميس الماضيين إلى طرابلس، لبحث سبل تعزيز ودفع التعاون والشراكة بين البلدين في مجالات الطاقة والمناجم والصناعة والطاقات المتجددة والتجارة والنقل.
وشدد المنفي للوفد الحكومي التونسي على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة على جميع المستويات.
الدبيبة يطالب بكسر الحواجز مع تونس
أما الدبيبة، فقد أشاد بمواقف القيادة التونسية في مساعدة ليبيا على تحقيق الأمن والاستقرار، مؤكدًا على ضرورة كسر الحواجز وتعزيز المبادلات التجارية بين البلدين، وجدّد ترحيبه بدخول شركات تونسية إلى ليبيا لإنجاز مشاريع في البنية التحتية والطرقات والتجهيز والإسكان.
بدورها أكدت المنقوش في كلمتها أمام الوفد التونسي، على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وشددت على مزيد من تعزيز روابط الأخوة والصداقة والتضامن والتآزر والتعاون الاقتصادي بين الجانبين، خصوصًا في ظل الظرفية الاقتصادية الدولية الصعبة.
كما حظي الوفد الوزاري باستقبال من قبل وزير الاقتصاد والتجارة محمد الحويج، فيما أشرفت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الموقتة على الجلسة الافتتاحية الوزارية التي حضرها عن الجانب الليبي، وزراء النفط والغاز والمواصلات والتجارة والاقتصاد والعمل إلى جانب رئيس المؤسسة الوطنية للنفط.
ومن جهتها دعت نائلة نويرة القنجي، إلى ضرورة الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف القطاعات خصوصًا في الصناعة والطاقة والتجارة والنقل، بما يتماشى مع علاقات الأخوة والصداقة والتضامن القائم بينهما.
وفد ليبي في تونس الأسبوع المقبل لبحث التعاون في مجال الطاقة
واتفق وزير النفط والغاز محمد أحمد عون، في ختام اجتماعه مع نظيرته التونسية على استعادة التعاون الثنائي بين الوزارتين في مجالي النفط والغاز وتمت برمجة زيارة عمل إلى تونس خلال الأسبوع المقبل لممثلي المؤسسات الناشطة في القطاعين، وذلك للتباحث حول آليات تفعيل التبادل التجاري والتعاون التقني والفني في مجالي النفط والغاز وآفاق الشراكة المربحة للطرفين في هذين المجالين.
ويوم الأربعاء الماضي، وقعت ليبيا وتونس اتفاقًا تجاريًا جديدًا يهدف إلى إنشاء منطقة اقتصادية حرة في معبر رأس جدير الواقع على حدود البلدين، في محاولة جديدة لإحياء اتفاق وقع أول مرة العام 2001، لكنه لم يتم تجسيده حتى الآن، ويقضي الاتفاق، الذي وقع خلال زيارة وفد تونسي إلى طرابلس ضم وزراء الصناعة والطاقة والنقل والتجارة، إنشاء منطقة اقتصادية مشتركة لتسهيل انسياب السلع بين البلدين، كما نص على رفع القيود على رجال الأعمال وعلى حرية تنقل المواطنين.
وكشف المعهد الوطني للإحصاء في تونس ارتفاع الصادرات التونسية إلى ليبيا بـ42 في المائة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، حيث تعد ليبيا ثاني شريك اقتصادي لتونس بعد الاتحاد الأوروبي بحجم مبادلات فاق 500 مليون دولار. لكن المتغيرات السياسية والأمنية في البلدين أثرتا بشكل كبير على حجم التعاون الاقتصادي، إذ قدر تقرير للبنك الدولي، صدر العام 2016، حجم خسائر تونس من الأزمة في ليبيا بحوالي 800 مليون دولار سنويًا.
بوابة الوسيط