تسعى إيطاليا لتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع المغرب في إطار خطة ماتي، التي تهدف إلى تعزيز الحضور الاقتصادي لروما في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط والقارة الأفريقية. يأتي هذا التعاون في سياق الجهود المشتركة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاستفادة من الموارد المتجددة.
محادثات استراتيجية
جمعت محادثات هامة بين وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة. أكد تاجاني على أهمية المغرب كشريك استراتيجي لإيطاليا، مشيرًا إلى التعاون في مجالات الطاقة والصحة كأولويات مشتركة.
استثمارات في الطاقات المتجددة
أبدت إيطاليا رغبتها في الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة بالمغرب، حيث تسعى لإنشاء مركز ضخم للتكوين في هذا المجال. تأتي هذه الخطوة في إطار خطة “ماتي من أجل أفريقيا”، التي تهدف إلى تعزيز استثمارات روما في القارة الأفريقية في مجالات متعددة.
خطة ماتي: رؤية اقتصادية شاملة
تسعى إيطاليا لتعزيز نفوذها الاقتصادي في أفريقيا عبر خطة ماتي، التي تصل ميزانيتها الأولية إلى حوالي 6 مليارات دولار. تشمل الخطة مجالات الطاقة والتعليم والصحة والزراعة والماء، بالإضافة إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية. يُعتبر المغرب شريكًا محوريًا في إنجاح هذه الخطة بفضل موقعه الاستراتيجي وثقله السياسي والاقتصادي.
آراء الخبراء
أشار خالد حمص، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس، إلى أن إيطاليا تسعى لتكثيف التعاون مع المغرب لتأمين مواردها من الطاقة، خصوصًا النظيفة منها. وأكد أن المغرب يتمتع بالاستقرار السياسي والطفرة الاقتصادية، مما يجعله وجهة مفضلة للاستثمارات الإيطالية.
المغرب كبوابة لأفريقيا
يعتبر المغرب بوابة عبور لإيطاليا نحو باقي التراب الأفريقي، حيث يوفر حيزًا مما تبحث عنه الدول الأوروبية في مجال الطاقات المتجددة. يشير المحلل الاقتصادي عبد الخالق التهامي إلى أن المغرب سيكون شريكًا مهمًا لإيطاليا في إطار سعيها لتعزيز استثماراتها في المنطقة.
تعكس الشراكة الاستراتيجية بين إيطاليا والمغرب التزامًا مشتركًا بتعزيز التنمية الاقتصادية والاستفادة من الموارد المتجددة. من خلال التعاون الوثيق، يسعى البلدان إلى تحقيق أهداف مشتركة تعود بالنفع على شعبيهما وتعزز من مكانتهما على الساحة الدولية.