أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء الخميس، أن السياسة الخارجية للجزائر تبقى “ثابتة” فيما يخص تسوية النزاعات بالطرق السلمية والحوار، خاصة تلك التي تشهدها قارة افريقيا، مشددا على ان النزاع في الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار يجب حله من خلال تنظيم استفتاء تقرير المصير.
وأعرب الرئيس تبون ،في خطاب وجهه للأمة، عن “ارتياح” الجزائر للاتفاق الذي توصل إليه الفرقاء الليبيون في سويسرا، وهو الأمر الذي يشرف ويطمئن الجزائر التي بذلت مجهودات دبلوماسية للوصول الى تسوية سلمية للازمة في هذا البلد.
وفي هذا الإطار قال رئيس الجمهورية، أن الدبلوماسية الجزائرية أبرزت من جديد صوت الجزائر في المحافل الدولية فيما يخص الازمة الليبية، من خلال التأكيد على الدوام أن الحل يجب أن يكون ليبيا-ليبيا، ووقوفها على نفس المسافة مع كل الأطراف والطوائف دون أن تميل الكفة الى طرف أو آخر و بإشراف الامم المتحدة.
وأبرز الرئيس تبون، أنه تمخض عن اجتماعات جنيف، اختيار قيادة ليبية جديدة أسندت لها مهام تنظيم انتخابات عامة على المستوى الليبي في 24 ديسمبر المقبل.
للإشارة نجحت الأطراف الليبية مطلع فبراير الجاري، في إطار ملتقى الحوار السياسي في جنيف برعاية أممية في اختيار سلطة تنفيذية (حكومة) جديدة.
ولدى تطرقه إلى الأوضاع في الساحل، لفت الرئيس تبون، الى مشاركة الجزائر في تنشيط اعادة احياء اتفاقية السلم والمصالحة في مالي المنبثقة عن مسار الجزائر، مشيرا الى أنه بعد سنوات من توقيع الأطراف المالية على هذه الوثيقة، نظمت لجنة متابعة تنفيذ الاتفاق إجتماعا، مؤخرا في مدينة كيدال (شمال مالي)، برعاية السلطات المالية ومن شأنه أن يدفع قدما نحو تطبيق بنوده بما يمكن من استعادة السلام المفقود في شمال البلاد.
وهي الخطوة التي “باركها” الرئيس تبون معربا عن أمله في ان “تتضافر الجهود مع باقي الدول التي تسعى الى تحقيق استقرار مالي والعمل سويا من أجل إسترجاع الطمأنينة والهدوء للأشقاء في هذا البلد”.
وفيما يتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية، قال رئيس الجمهورية، أن “موقف الجزائر واضح” في هذه المسألة مشددا على أنها تبقى مسألة تصفية استعمار باعتبارها “آخر مستعمرة في افريقيا والتي يستدعي حلها تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير ولا يوجد حل آخر” .
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فجدد السيد تبون بخصوصها موقف الجزائر الثابت والمبدئي واللامشروط الداعم لحق الشعب الفلسطيني في استرجاع كافة حقوقه المغتصبة، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، على أساس مبادرة السلم العربية.