أدانت وزارة الخارجية الجزائرية، الثلاثاء، ما قالت إنه “عمليات اغتيال” من قبل “المملكة المغربية” لـ”مدنيين”، دون أن تحدد المنطقة التي شهدت ذلك، في وقت لم يصدر أي بيان من الرباط حتى لحظة نشر هذا التقرير.
وقال بيان الخارجية إن الجزائر تدين “بشدة عمليات الاغتيال الموجهة باستعمال أسلحة حربية متطورة من قبل المملكة المغربية خارج حدودها المعترف بها دوليا، ضد مدنيين أبرياء رعايا ثلاث دول في المنطقة”.
وأضافت الخارجية أن “هذه الممارسات العدائية والمتكررة تنطوي عن مواصفات إرهاب دولة فضلا عن استيفائها لجميع خصائص عمليات إعدام خارج نطاق القانون والقضاء..”.
وفي وقت لم يذكر البيان المنطقة أو جنسيات الضحايا، إلا أنه أشار إلى أن هذه الأعمال وغيرها تقوض جهود مهمة مبعوث الأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، للصحراء الغربية.
وقالت الخارجية الجزائرية إن “عملية تقويض جسيمة جراء الانتهاكات الخطيرة والمتكررة للأمن في الأراضي الصحراوية المحتلة وجوارها المباشر والتي من شأنها أن تؤدي إلى انحرافات خطيرة على الصعيد الاقليمي”.
ومنذ عقود يسود التوتر العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، بسبب دعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية في حين يعدّها المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويعرض منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت الجزائر قطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب، وسحب سفيرها من العاصمة الرباط، بعد توتر في العلاقات بين البلدين ازداد بشكل كبير مؤخرا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيه الجزائر المغرب بقصف مماثل، حيث قالت في، نوفمبر 2021، إن ثلاثة جزائريين قتلوا في قصف نسب إلى المغرب، واستهدف شاحنات تقوم برحلات بين موريتانيا والجزائر، في حين علق مصدر مغربي لوكالة فرانس برس وقتها، مؤكدا أن المملكة “لن تنجر” إلى حرب مع جارتها الشرقية.
وأفاد بيان الرئاسة الجزائرية وقتها بـ”تعرض ثلاثة رعايا جزائريين لاغتيال جبان في قصف همجي لشاحناتهم أثناء تنقلهم بين نواكشوط وورقلة في إطار حركة مبادلات تجارية عادية بين شعوب المنطقة”.
ويمتد الطريق الذي يربط نواكشوط بورقلة 3500 كيلومتر على طول الصحراء الغربية.
وبينما لم يصدر أي رد رسمي من السلطات المغربية، دان مصدر مغربي ما وصفه بـ”اتهامات مجانية” ضد المملكة، مؤكدا أن المغرب “لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات”.
وأضاف مشددا “إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها. المغرب لن ينجر إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة”.
ولم يحدد بيان الرئاسة الجزائرية الموقع الدقيق الذي وقع فيه القصف. لكن مدير الموقع الجزائري المتخصص “مينا ديفينس” أكرم خريف قال لوكالة فرانس برس إنه حصل في “بئر لحلو بالصحراء الغربية”.
واعتبر المصدر المغربي أن هذه المنطقة “تتنقل فيها حصريا الميليشيا المسلحة” لجبهة البوليساريو، التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية مدعومة من الجزائر.
وأضاف “إنه لأمر مفاجئ إذن أن تتحدث الرئاسة الجزائرية عن وجود شاحنة في هذه المنطقة، بالنظر إلى وضعيتها القانونية والعسكرية”.
وبعد معلومات أولية عن هذه الحادثة نُشرت يومها على مواقع التواصل الاجتماعي، نفى الجيش الموريتاني في بيان وقوع مثل هذا الهجوم في الأراضي الموريتانية.