شدد السفير الفرنسي بالجزائر، ستيفان روماتيي، على “وجود روابط عميقة بين الجزائر وفرنسا”، مؤكدًا أن بلاده “بحاجة للجزائر”. جاء ذلك خلال كلمته في احتفالية العيد الوطني الفرنسي (14 يوليو) التي نظمت في مقر إقامته بالعاصمة الجزائرية بحضور عدد كبير من مسؤولي الحكومة الجزائرية والمدعوين.
التحديات المشتركة
الأزمات الأمنية والهجرة
في مواجهة الأزمات، لاسيما تلك التي تزعزع الساحل، والتحديات الأمنية ورهانات الهجرة، أكد السفير روماتيي أن “بلدينا بحاجة لبعضهما البعض”. هذه التحديات تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الجزائر وفرنسا لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
الأزمة المناخية والانتقال الطاقوي
أشار السفير إلى أن الأزمة المناخية وضرورة الانتقال الطاقوي تتطلبان تعاونًا مشتركًا بين البلدين. هذا التعاون يمكن أن يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة.
الماضي الاستعماري والعلاقات الثنائية
الثقل التاريخي
تطرق السفير روماتيي إلى الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر، مشيرًا إلى الثقل الذي يشكله هذا التاريخ في وجه تقدم العلاقات الثنائية. قال: “لقد أدركت هنا أن التاريخ فرّق بيننا ووضعنا وجها لوجه ومزقنا وأصابنا بكدمات، ولا يزال يلاحق ضمائرنا أحيانًا”.
التفاؤل بالمستقبل
رغم الثقل التاريخي، تحدث السفير بنبرة تفاؤل قائلاً: “لكن الجغرافيا والمستقبل لا يمكن إلا أن يجمعا بيننا”. هذا التفاؤل يعكس الرغبة في تجاوز الماضي والعمل على بناء مستقبل مشترك.
التعاون الاقتصادي والثقافي
الجالية الكبيرة
أشار السفير إلى الجالية الكبيرة من المقاولين والمبدعين والمواهب الشابة التي لها موضع قدم في البلدين على ضفتي المتوسط. أكد على أهمية تنظيم تنقل هذه الجالية في أحسن الظروف لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي.
الاتصالات الثنائية
تطرق السفير روماتيي إلى الاتصالات القائمة بين البلدين وأهمية إعطاء العلاقات الثنائية مكانتها الحقيقية. قال: “كانت الأشهر الفارطة جد واعدة، بفضل تكثيف الاتصالات رفيعة المستوى بين مسؤولينا، وبفضل العمل الصارم الذي قمنا به معًا في سكينة وهدوء، بشأن الذاكرة والتاريخ”.
التحديات السياسية الداخلية في فرنسا
نداء التطرف
أشار السفير إلى الوضع الداخلي الفرنسي والخطر الذي شكله اقتراب اليمين المتطرف من قصر ماتيينيون والأغلبية البرلمانية. قال: “فرنسا تمر بمرحلة سياسية معقدة نوعًا ما، لكنها رفضت بشكل صريح نداء التطرف، الذي كان سيعصف بالعلاقات مع الجزائر”.
التفاؤل بالمستقبل
أبدى السفير تفاؤله بمستقبل العلاقات الثنائية بعد تجاوز تهديد وصول “التجمع الوطني” إلى الحكم. قال: “نحن الآن أمام مسؤولية، بل واجب، الحفاظ على توجهنا والمضي قدمًا والعمل بعزم ومثابرة على إثراء العلاقات الثنائية الفريدة من نوعها، بما فيه صالح الجزائر وفرنسا وصالح شعبينا”.
الحضور في الاحتفالية
حضر الحفل السنوي وزيرا العدل عبد الرشيد طبي والتعليم العالي كمال بداري، والمدير العام لمنطقة أوروبا بوزارة الخارجية، ومدير التشريفات بوزارة الخارجية ومدعوين من الجالية الفرنسية ومزدوجي الجنسية.