في وقت تسعى فيه تونس للتعافي من مخلفات العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها خلال أعوام ما بعد الثورة، وخاصة خلال عهد حكومة الترويكا التي تقودها حركة النهضة الإخوانية إلى جانب حزبين آخرين، أكدت وزارة الداخلية التونسية نجاح الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب في إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف إحدى الدوريات الأمنية بجهة سوسة (وسط شرقي تونس) بالتفجير بعبوة ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد.
وأكدت الداخلية التونسية في بيان أول من أمس أنّ الرأس المدبر للانفجار المحبط، هو عنصر متشدد موالٍ لتنظيم “داعش” المتطرف، وأنّه كان يعتزم تفجير عبوة ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد.
وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن محاولة لهجوم إرهابي بطريقة التفجير عن بعد؛ إذ إنّ الهجمات الإرهابية السابقة كانت تستعمل بشكل مباشر الأسلحة النارية أو الطعن باستعمال السكاكين.
ومن خلال التحقيقات والتحريات الأولية، أوردت الداخلية التونسية أنّ المتهم اعترف بنشاطه عبر إحدى الأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم “داعش”، من خلال شبكات التخاطب المشفرة واطلاعه من خلالها على كيفية صنع العبوات الناسفة والمتفجرة.
وأكدت أنّه كان ماضياً في تنفيذ مخططه الإرهابي من خلال رصده تحركات الدورية الأمنية المتوقعة على مقربة من مدينة سوسة السياحية، والاطلاع على مواعيد تغيير أفرادها وانسحابهم من نقطة المراقبة، واعترف بسعيه للحصول على سلاح ناري لاستعماله في العملية الإرهابية.
وإثر مداهمة المقر السكني للمتهم، ضبطت وحدات مكافحة الإرهاب كمية من المواد الأولية المعدّة لتصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات وبندقية صيد وكمية من الذخيرة، إضافةً إلى مجموعات من المعدات الإلكترونية؛ وهو ما يعني استعداده الفعلي لتنفيذ مخططه الإرهابي.
وقبل ذلك، أعلنت السلطات التونسية تفكيك خلية إرهابية شمالي البلاد، تتكون من (7) أشخاص، (3) منهم لم يكونوا معروفين من قبل لدى السلطات الأمنية.
وكانت وحدات من الجيش التونسي قد قضت في آخر عملية أمنية على (3) مسلحين من تنظيم “جند الخلافة”، في اشتباكات بجبال القصرين (وسط غربي تونس)، في 2 أيلول (سبتمبر) الماضي.
ويجمع خبراء الأمن بتونس على أنّ مخطط التفجير الإرهابي عن بُعد، يشكّل خطراً جسيماً على مؤسسات الدولة والسكان المحليين، ويهدف إلى إعادة خلط الأوراق، والعودة بالبلاد إلى فترة النشاط الإرهابي الواسع خلال الأعوام الأولى للثورة، وخاصة أعوام 2013 و2014 و2015، التي شهدت سقوط العشرات من القتلى والجرحى بالعاصمة تونس ومدينة سوسة وفي مرتفعات غربي البلاد المتاخمة للحدود مع الجزائر.
هذا، وما يزال خطر الإرهاب قائماً، خصوصاً أنّ عشرات المسلحين الذين ينتمون إلى تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يتحصنون داخل الجبال التابعة لمحافظات سيدي بوزيد (وسط) والقصرين والكاف بغرب البلاد غير بعيد عن الحدود الجزائرية، بحسب تأكيد السلطات التونسية.
وكالات