تسارع نسق الإصابات بفيروس كورونا في تونس منذ أسابيع و ارتفع معه معدل التحاليل الإيجابية المسجلة يوميا حيث سجلت وزارة الصحة يوم الجمعة 25 جوان 4664 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا وهو اعلى نسبة إصابات منذ بداية الجائحة ليبلغ العدد الجملي للحالات المسجلة منذ شهر فيفري 2020 وإلى حدود يوم 25 جوان 2021 403493 حالة إصابة هذا و بلغت نسبة التحاليل الإيجابية 35.36بالمائة .
و بلغ المعدّل الوطنيّ للعدوى بفيروس كورونا 241 حالة على كل 100 الف شخص خلال الاربعة عشر الايام الأخيرة و توزعت الإصابات كالتالي : بنزرت بمعدل 212 إصابة ، تونس 102 إصابة ، نابل 203 إصابة ، زغوان 559 إصابة ، باجة 372 إصابة ، سليانة 509 إصابة ، القيروان 549 إصابة
اما بالنسبة للمعتمديات فقد شهدت بعضها معدل انتشار مرتفع جدا لتتجاوز ال 400 إصابة لكل 100 الف ساكن وهي : معتمدية منوبة و طبربة عن ولاية منوبة ، معتمدية نابل ، معتمدية جومين عن ولاية بنزرت ، الكاف الشرقية و الكاف الغربية بولاية الكاف ، معتمدية سيدي بوزيد ، المكناسي ، أولاد حفوز ، بن قردان عن ولاية مدنين ، و رمادة عن ولاية الكاف .
و عرفت بعض المعتمديات الأخرى معدل انتشار مرتفع تراوحت فيها الإصابات بين 300 و 400 إصابة لكل 100 الف ساكن و هي : معتمدية باب بحر عن ولاية تونس ، معتمدية بن عروس ، بنزرت الشمالية ، بوسالم ، وادي مليز ، عين دراهم عن ولاية جندوبة ، قصرين الشمالية ، قصرين الجنوبية ، الزهور ، حاسي الفريد ماجل بلعابس عن ولاية القصرين ، مدنين الشمالية مدنين الجنوبية و سيدي مخلوف عن ولاية مدنين ، سيدي بوبكر عن ولاية قفصة ، الفوار ولاية قبلي ، دوار هيشر ولاية منوبة ، السرس ولاية الكاف ، مزونة و سوق الجديد سيدي بوزيد .
و في خصوص المعتمديات التي تشهد معدل انتشار بين 200 و 300 إصابة على كل 100 الف ساكن فهي : قرطاج ، المدينة باب سويقة العمران ، العمران الأعلى ، المنزه ، باردو ، الوردية عن ولاية تونس ، حمام الشط و الزهراء عن ولاية بن عروس ،اريانة المدينة عن ولاية اريانة ، المرناقية عن ولاية منوبة ، تاجروين عن ولاية الكاف ، الهوارية ، بني خلاد و الحمامات عن ولاية نابل ، جرزونة و منزل جميل عن ولاية بنزرت ، جندوبة الشمالية و جندوبة الجنوبية عن ولاية جندوبة ، سوسة المدينة سوسة الرياض ، سوسة جوهرة القلعة الكبرى النفيضة ، بوفيشة ، الكندار ، سيدي الهاني ، مساكن القلعة الصغرى عن ولاية سوسة ، الوردانين الساحلين زرمدين البقالطة و قصيبة المديوني عن ولاية المنستير ، معتمدية هيبرة عن ولاية المهدية ، سبيطلة عن ولاية القصرين ، منزل بوزيان عن ولاية سيدي بوزيد ، تطاوين الشمالية عن ولاية تطاوين ، معتمدية توزر ، بني خداش ، جرجيس جربة حومة السوق عن ولاية جربة .
و أشارت وزارة الصحة الى ان نسبة الانذار المرتفعة جدّا تقدّر بـأكثر من 100 حالة لكلّ 100 الف ساكن ونسبة الانذار المرتفع بين 50 و100 لكلّ 100 الف ساكن ونسبة الانذار المتوسّط بين 10 و50 حالة لكلّ 100 الف ساكن.
و امام هذا الوضع الصحي و بداية من يوم 26 جوان الى 11 جويلية سمحت الحكومة التونسية بتكليف الولاة بـاتخاذ الإجراءات اللازمة كالتالي :
في الولايات التي تفوق 400 اصابة على مائة ألف ساكن
- اقرار الحجر الصحي الشامل وتطويق المنطقة وعزلها
- مع التنقل من والى الولاية،
- منع الجولان بداية من الثامنة مساء الى الخامسة صباحا،
- غلق جميع المحلات باستثناء المواد الغذائية
- عدم مغادرة المنازل الا للحاجات الضرورية،
- منع جميع الاحتفالات والتظاهرات،
- اغلاق دور العبادة،
- العمل بالطاقة الدنيا في المؤسسات العمومية والادارات،
- استثناء المعنيين بالتنقل في اطار الاختبارات الوطنية.
في الولايات التي تكون فيها نسبة حدوث العدوى في حدود 300 اصابة على مائة الف ساكن
- اقرار الحجر الصحي الموجهّ
- حظر الجولان بداية من الثامنة مساء،
- رفع الكراسي بالمقاهي والمطاعم،
- اغلاق المقاهي على الساعة الرابعة،
- تعليق التظاهرات،
- منع الاحتفالات،
- اغلاق المساجد.
في الولايات التي تتراوح فيها العدوي بين 200 و300 اصابة على مائة الف ساكن
- اقرار الحجر الموجه
- حظر الجولان بداية من الثامنة مساء،
- رفع الكراسي بالمقاهي والمطاعم،
- اغلاق المقاهي على الساعة الرابعة،
- تعليق التظاهرات، منع الاحتفالات، واغلاق المساجد
– مواصلة تطبيق الاجراءات العامة في الولايات التي لا تتجاوز فيها نسبة الحالات 200 اصابة، والمتمثلة في :
- -منع الجولان من العاشرة مساء الى الخامسة صباحا
- -تطبيق البروتوكول الصحي وتكليف الولاة بالاشراف على ميثاق سلامة
- – تطبيق البروتوكولات الصحية بالنزل وقاعات الأفراح والمطاعم
- -التكثيف في التحاليل
- – السماح بطاقة استيعاب 30 بالمائة في الفضاءات المغلقة للمقاهي مع منع استعمال الشيشة ولعب الوقت واحترام التباعد.
و تعد القيروان ، زغوان و سليانة و باجة الأكثر تضررا من هذه الجائحة خاصة بعد ظهور السلالة البرازيلية و السلالة الهندية المعروفة بسرعة انتشارها في هذا الاطار اطلقت منظمات المجتمع المدني بولاية القيروان نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية من اجل التدخّل العاجل والفوري لوضع حدّ لآلام ومأساة سكان :”هذه الولاية المنكوبة وإيقاف نزيف هذه الكارثة الصحيّة”
و اشارت المنظمات في بيانها الى ان هناك أقل من 20 سرير إنعاش وأقل من 120 سرير أوكسيجين بنسبة ضغط 100 بالمائة و في ولاية القيروان و يعيش أكثر من 600 ألف من متساكني هذه الولاية خطر كارثة صحية مفزعة تمثّل تهديدا جدّيا لحياتهم ولحقّهم في الصحة السليمة خاصة مع انتشار سلالات متحورة كالسلالة الهندية .
و المفزع في هذا الامر هو ان اكثر الولايات المتضررة بالجائحة هي اكثر الولايات فقرا و تهميشا اذا تتجاوز نسبة الفقر في ولاية القيروان ال 29 بالمائة و تشير ارقام المعهد الوطني للإحصاء ان اعلى نسب الفقر تمّ تسجيلها في الشمال الغربي والوسط الغربي و تصدرت ثلاثة معتمديات المراتب الأولى : معتمديات حاسي الفريد 53.5 بالمائة وجديلان 53.1 بالمائة والعيون 50.1 بالمائة ، و
و تتصدر ولاية القيروان قائمة الولايات المهمشة في تونس اذ تعاني من ارتفاع نسبة الفقر و نسبة البطالة خاصة في صفوف الشباب و يذكر ان الوسط الغربي و الذي يجمع كل من القيروان والقصرين وسيدي بوزيد هي من اكثر الولايات فقرا في تونس بمعدل 29.3 بالمائة.
و تحتل معتمدية بوحجلة التابعة لولاية القيروان المرتبة 262 على المستوى الوطني والاخيرة على المستوى الجهوي في مؤشر التنمية و ترتفع نسبة بطالة الشباب في المعتمدية الى 50 بالمائة بحوالي 3 الاف عاطل عن العمل و تتجاوز نسبة الفقر فيها ال 35 بالمائة اما مدينة العلاء (ولاية القيروان) فهي تعد ثاني أفقر مدينة في تونس و تتجوز نسبة الفقر و البطالة في المدينة ال40 بالمائة و ذلك حسب معطيات المعهد الوطني للإحصاء الخاصة بديسمبر 2020 .
اما فيما يتعلق بنسبة الامية ، تحتل ولاية القيروان المرتبة الأولى وطنيا بمعدل 35 بالمائة و تتجاوز هذه النسبة الوطنية كل من معتمدتي العلا وبوحجلة لتصل الى حدود 45 بالمائة في صفوف النساء ، في نفس الاطار اكدت منظمة اليونيسيف بتونس في ندوت صحفية عقدتها يوم 24 نوفمبر 2020 ان :” 40 % من الأطفال يعيشون تحت خط الفقر في الوسط والشمال الغربي” .
ليس من الغريب ان تتأثر الولايات الأكثر فقرا و تهميشا بجائحة كورونا و تتسارع نسبة الإصابات فيها فهي ولايات مهمشة منذ الاستقلال و يعود ذلك بالأساس الى المنوال التنموي الذي اعتمدته تونس منذ الاستقلال و الذي لم يوازن بين الولايات بل خير ولايات على أخرى فنجد ان الولايات الأكثر فقرا تفتقر للمستشفيات و لأبسط مقومات التنمية و الحياة في الوقت الذي تزخر فيها بموارد و ثروات طبيعية لا تحصى و لا تعد لكنها كانت و لازلت ضحية قرارات سياسية و تنموية فاشلة و اعتباطية لم تكرس العدل و المساواة و اججت الاحتقان في الولايات المهمشة .
المصدر: businessnews